حول قصة ثلاثة الغار ( 1)

  • 182

تذْكُرُ الرجل الذي كان يراود ابنة عمه عن نفسها في قصة الثلاثة الذين أطبقت عليهم الصخرة؟ قطعا ً قرأتها وسمعت بها عشرات المرات من قبل ... لا أحصي كم من المرات توقفت مندهشًا أمام هذا النموذج البشري الذي انطفأت داخله شهوة محرمة تراكمت على مدار سنين في لحظة واحدة و بمجرد كلمة واحدة!
 
كم من المرات احترق قلبه باشتهاء ابنة عمه في الحرام؟ كم مرة راودها عن نفسها؟ الظاهر من مجموع طرق القصة أنها كانت عفيفة لا تقبل مواقعةً محرمة .... تأمل إصراره على إفساد فطرتها وهي تتمنع عنه وتصده فما يزيده ذلك إلا تبجحًا وتصميمًا.
 
الشرع علمنا أن بعض الشر أهون من بعض.. الزنا كبيرة نعم، لكن الزنا بامرأةٍ فاجرة تحترف البغاء أهون بلا شك من مراودة العفيفة المحصنة وحضها على مواقعة الفاحشة... ومازال ابن مسعود يسأل رسول الله عن أسوأ الذنب حتى قال له وأن تُزاني بحليلة - أي زوجة - جارك.
 
ألمت بها ضائقة واحتاجت المال وما وجدت غير ابن عمها تستقرضه، فجمع إلى الشهوة المحرمة دناءةً وخبث نفس وحيوانية مقززة لما اشترط عليها الزنا مقابل القرض.
 
استوعبت كل هذا الغيم؟ هالك كل هذا الشر؟ انقبضت لكل هذا القبح؟ احتقرته أيما احتقار؟ تُرى كم من الناس حولك تنطبق عليهم نفس هذه الأوصاف؟ 
 
(حتى إذا جلس منها كما يجلس الرجل من المرأة)... إذا كان ما مضى كله خيالات مريضة ومراودة لفظية، فالوضع الآن مختلف، لا يفصله عن مواقعة الحرام غير سنتيمترات قليلة...هو في أوج شهوته الحرام فعلا... كل الظروف مهيأة... لسان حال ابنة عمه (هيت لك) ... فأي موعظة تنفع والحال ما ترى؟