• الرئيسية
  • مقالات
  • سلسلة الرد على شبهات "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها... الشبهة العاشرة: نقاتل المنافقين أولاً

سلسلة الرد على شبهات "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها... الشبهة العاشرة: نقاتل المنافقين أولاً

  • 175

كلما سألت هؤلاء القوم عن السبب الذى يجعلهم يقاتلون إخوانهم فى المناطق المحررة ولا يقاتلون بشار النصيرى وجنوده، تأتيك الإجابة كالصاعقة: نحن نقاتل المنافقين أولا!! يقصدون إخوانهم من الكتائب المجاهدة من أهل السنة والجماعة هم المنافقون، أما بشار وجنوده فمرتدون سنهتم بأمرهم عندما ننتهى من المنافقين!!
 
هذا موطن الخلل؛ فإنهم يقدمون ويأخرون بأهوائهم وليس وفق مقاييس شرعية منضبطة، وإلا فرسول الله صلى عليه وسلم كان يفعل على النقيض من ذلك يوحد الجبهة الداخلية ويهاجم عدوا واحدا؛ فقد أوحي إليه بأسماء المنافقين ولكن أبى أن يقتلهم حتى لا يستغلها الإعلام المضاد ويقال: إن محمدًا يقتل أصحابه! يحرص على وحدة الصف الداخلى ولا يعطى فرصة للأعداء ليستغلوا هذه التصرفات مع أنه فى نفس الأمر مدعم بالوحى الذى أخبره أن فلانا وفلانا منافقون! أين هذا مما يفعله هؤلاء الحمقى والمغفلون أو مستغفلون؟!
 
 الأمر فى نتيجته واحد.. الذى يقبل هذا المنطق فى الكلام أن يرمى المجاهدين بالنفاق ويدخل معارك طاحنة ضد إخوانه فى سبيل الاعتراف بالدولة على جثث أهل السنة لا يعنينا كثيرا إن كان مغررا به أو مستخدما لتحقيق أجندة الآخرين، أو هو أحد الجناة المجرمين الذين يتآمرون على الثورة السورية كما فعل من قبل مع الثورة السنية فى العراق.
 
يقولون فى تصريحات لهم على النت: "الجواب الأكبر في القرآن الكريم، حين يتكلم الله تعالى عن العدو القريب - وهم المنافقون- في أغلب آيات القرآن الكريم؛ لأنهم أشد خطرا من الكافرين الأصليين، والجواب عند أبي بكر الصديق حين قدم قتال المرتدين على فتح القدس التي فتحها بعده عمر بن الخطاب".
 
وتابعوا: "الجواب عند صلاح الدين الأيوبي ونورالدين زنكي حين قاتلوا الشيعة في مصر والشام قبل القدس وقد خاض أكثر من 50 معركة قبل أن يصل إلى القدس، وقد قيل لصلاح الدين الأيوبي: تقاتل الشيعة الرافضة – الدولة العبيدية في مصر- وتترك الروم الصليبيين يحتلون القدس؟! فأجاب: لا أقاتل الصليبيين وظهري مكشوف للشيعة".
 
وأشارت داعش إلى أنه: "لن تتحرر القدس حتى نتخلص من هؤلاء الأصنام أمثال آل النفطوية، وآل صباح، وآل نهيان، وآل خليفة، وكل هذه العوائل والبيادق عينها الاستعمار، التي تتحكم في مصير العالم الإسلامي".
 
هذا يدلك على فداحة المسألة وأن جهلهم جهل مركب، أولا لأننا ننازعهم فى أصل المسألة من أين أتوا بأن هولاء منافقين؟! إخوانهم المجاهدون فى سوريا ومن قبل القبائل والعشائر السنية فى العراق الذين أيدوا الثورة السورية ضد بشار العلوى النصيرى منافقون؟!! من أين أتوا بذلك؟! وإذا كانوا منافقين - تنازلا مع المخالف- بماذا أمرنا القرآن تجاههم؟! 
يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:
«الواجب على الأمة الإسلامية أن تقابل كل سلاح يصوب نحوالإسلام بما يناسبه، فالذين يحاربون الإسلام بالأفكار والأقوال يجب أن يبين بطلان ما هم عليه بالأدلة النظرية العقلية، إضافة إلى الأدلة الشرعية؛ حتى يتبين بطلان ما هم عليه.
 
والذين يحاربون الإسلام من الناحية الاقتصادية يجب أن يدافعوا، بل أن يُهاجموا إذا أمكن بمثل ما يحاربون به الإسلام، ويبين أن أفضل طريقة لتقويم الاقتصاد على وجه عادل هي طريقة الإسلام؛ والذين يحاربون الإسلام بالأسلحة، يجب أن يقاوموا بما يناسب تلك الأسلحة؛ ولهذا قال الله تعالى:
 
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (التوبة:73).
 
ومن المعلوم أن جهاد المنافقين ليس كجهاد الكفار؛ لأن جهاد المنافقين يكون بالعلم والبيان، وجهاد الكفار يكون بالسيف والسِّنان. ( فتاوى علماء البلد الحرام ص 1733).
 
بل اقوال أهل العلم متجهة إلى أن النصيرية هم المنافقون ويجب أن يُبدأوا بالقتال، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شأن النصيرية: "وفيهم من يظهر الكفر والإلحاد، وفيهم من يظهر محبة آل البيت نفاقًا".
 
لا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات، وهو أفضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب؛ فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين، والصدِّيق وسائر الصحابة بدأوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب؛ فإن جهاد هؤلاء حفظ لما فتح من بلاد المسلمين، وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه؛ وجهاد من لم يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من زيادة إظهار الدين، وحفظ رأس المال مقدم على الربح.
 
وأيضا فضرر هؤلاء على المسلمين أعظم من ضرر أولئك، بل ضرر هؤلاء من جنس ضرر من يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب، وضررهم في الدين على كثير من الناس أشد من ضرر المحاربين من المشركين وأهل الكتاب، ويجب على كل مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب؛ فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم، بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم، ولا يحل لأحد أن يعاونهم على بقائهم في الجند والمستخدمين، ولا يحل لأحد السكوت عن القيام عليهم بما أمر الله به ورسوله، ولا يحل لأحد أن ينهى عن القيام بما أمر الله به ورسوله؛ فإن هذا من أعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والجهاد في سبيل الله تعالى، وقد قال الله تعالى لنبيه:
 
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) (التوبة:73)، وهؤلاء لا يخرجون عن الكفار والمنافقين. والمعاون على كف شرهم وهدايتهم بحسب الإمكان له من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله تعالى، فإن المقصود بالقصد الأول هو هدايتهم، كما قال الله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (آل عمران:110).
 
قال أبو هريرة: "كنتم خير الناس للناس، تأتون بهم في القيود والسلاسل حتى تدخلوهم الإسلام" "البخاري/4557 بنحوه".
 
فالمقصود بالجهاد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هداية العباد لمصالح المعاش والمعاد، بحسب الإمكان؛ فمن هداه الله سعد في الدنيا والآخرة، ومن لم يهتد كف الله ضرره عن غيره» . ) مجموع الفتاوى 35/159-160(.
 
ولولا خشية الإطالة لنقلت للقارئ الكريم نقولات كثيرة لأهل العلم تدل على هذا المعنى.. ومن المنافقين الذين يجب علينا أن نواجههم وأن كلام داعش محض خداع ومراوغة فى الكلام محاولة يائسة لتبرير الموقف حتى أمام أتباعها.