لا لتثبيط الهمم

  • 176

كل مصري في حاجة إلى أن يراجع نفسه، يتدبر أمره وينظر كيف كان حال مصر في الماضي، وما الذي آلت إليه أحوالها في الحاضر وما هو المأمول أن تكون عليه في المستقبل؟ لا شك والجميع متفق على ذلك أن مصر عانت في الماضي معاناة شديدة جعلتها تتأخر كثيرًا، حتى صارت في مؤخرة الدول في جميع المجالات تقريبًا، الأمر الذي جعل أبناءها يقولون إنه لا أمل في الإصلاح، وأن تغير الأمر إلى الأفضل شيء بعيد المنال، أما مصر الحاضر فقبل أن يتدبر كل مصري أحوالها عليه أن يتجرد أولا من جميع العوامل التي تؤثر عليه في حكمه عليها، عليه أن يسأل نفسه إلى أي التيارات ينتمي، فمصر مع شديد الأسف امتلأت بتيارات واتجاهات الكثير منها يحلو لهم النقد والاعتراض على كل شيء، وتسويد الصورة بأكملها، حتى الأشياء التي لا يختلف كل عاقل منصف أنها تغيرت إلى الأفضل، ويا ليت الأمر يقتصر على النقد والاعتراض وتسويد الصورة فقط، بل أن من المؤسف أن الكثير من هذه التيارات تقف خلفه قوى معادية لمصر في الداخل والخارج، توجه وتقوده وتموله؛ من أجل التخريب والتدمير ونشر الشائعات التي من شأنها بث القلقل ونزع الطمأنينة من نفوس أبناء مصر المحبين لها الخائفين عليها، وهذه القوى المعادية تستخدم المال في تمويل هذه التيارات ومساعدتها في استقطاب الشباب، واستغلال حاجته من المال في القيام بأعمال التخريب والتدمير وبث الشائعات المغرضة، والاعتراض على كل شيء واقناع عامة الناس بأن مصر انتهت ولا أمل فى إصلاحها.


وأنا أخاطب هؤلاء الشباب هل يليق بكم أن تبيعوا مصر ببعض المال؟ هل يليق بكم أن تروعوا أبناء مصر وتزرعوا في نفوسهم اليأس والإحباط من أجل إعاقة مسيرة الإصلاح في هذا البلد الذي عاني الكثير والكثير عبر ما يقرب من ثلاثين عامًا مضي؟


أقول لكل مصري عليك أن تتجرد أولا من كل ما من شأنه تلويث حكمك على واقع مصر الذي تراه في الوقت الحاضر، وأن تحكم على السلبيات والإيجابيات بعدل وموضوعية، وأن تعلم أن كل إيجابية تحققت معناه أن سلبية قد تم القضاء عليها، وأن الأمر يسير بتدرج حسب احتياجات المجتمع وطموحاته، مع الأخذ في الاعتبار عامل الوقت الذي يستغرقه الإصلاح، والإمكانيات المتاحة من ناحية وأنه لا توجد دولة في العالم لا تخلو من السلبيات من ناحية أخرى.


إلى كل مصري أقول احذر من أن تكون أداة في أيدي أعداء مصر يستخدمونك في بث الشائعات وزرع الإحباط في نفوس أبناء البلد، كم أقول لكل مصري انقد ما تشاء بموضوعية ورغبة في إصلاح بلدك، وعليك بلفت الانتباه إلى السلبية الموجودة وإلى المقصرين في علاجها فهذا واجبك، وفي نفس الوقت عليك بالصبر فإن الله مع الصابرين، وإن النصر مع الصبر، وسيأتي الوقت الذي تنتهي هذه السلبية، ويحل محلها إيجابية أخرى بإذن الله.. ما أسهل الهدم وما أصعب البناء.. والله المستعان.