هل استرحت يا قرضاوي؟!

  • 144

كل الدنيا شاهدت ما جرى فى مصر فى يوم الخامس والعشرين من يناير، ذلك اليوم الذى قامت فيه ثورة المصريين منذ أربع سنوات على نظام فاسد تدنت فيه جميع أحوال البلاد إلى أقصى درجة، واستجاب الشعب المصري بأكمله لدعوة القيادة المصرية لتأجيل الاحتفال بالذكرى الرابعة لتلك الثورة بسبب وفاة خادم الحرمين الشريفين رحمه الله؛ لكن مع الأسف كانت هناك استجابة أخرى لدعوة أخرى دعا إليها رجل -المتفرض أنه ينتسب إلى أهل العلم- وهو الشيخ يوسف القرضاوى الذى رأيناه وسمعناه يدعو كافة المصريين إلى الخروج فى ذلك اليوم بدعوى التعبير عن فرحتهم لنجاح الثورة على نظام الحكم الفاسد الذى حكم البلاد ما يقرب من 30 سنة، ولقد دعا القرضاوى الشعب بأكمله رجاله ونسائه، صغيرهم وكبيرهم، أهل القرى منهم وأهل المدن، أبناء الوجه البحرى وأبناء الصعيد!
 
 وبغض النظر عن عدم الالتزام بقرار الحكومة المصرية بتأجيل الاحتفال بذكرى الثورة لوفاة العاهل السعودى، إلا أننى أسأل القرضاوى: هل غاب عنك وأنت شيخ كبير أن توضح الضوابط الشرعية اللازمة لهذا الخروج الواسع الذى دعوت إليه؟!
 
هل غاب عنك -وأنت على دراية كاملة بالحالة الأمنية التى تمر بها مصر- أن تحذر كل من يخرج لمراعاة أمن البلاد وأمن شعبها، وتكرر تلك التحذيرات مرات ومرات وإلا فالجلوس فى البيت هو الأفضل؟!
 
 أقول: لا والله إنك تعلم ذلك ولكنك تعلم جيدا أن الخروج فى هذا اليوم من الأعداد غفيرة التى طالبتها معناه التخريب الحرق والتدمير والتقتل وإتلاف المملتكات العامة والخاصة؛ وهو ما تضمره وتهدف إليه وتتمناه أنت وكل من معك حول قناة الفساد والإفساد الذين يدعون إلى إسقاط مصر وتخريبها، أقول لك: أيها الشيخ بعد أن مر ذلك اليوم على كل مصرى وشاهدتَ كما شاهدتِ الدنيا الحرائق والقتل والتخريب فى الكثير من الأماكن، أقول: عندما ذهبت لفراشك لتنام واضطجعت على شقك الأيمن لتتلوا أذكار النوم هل كنت مستريحا مرتاح البال والضمير؟!
 
 وهل شعرت بأن دعوتك لخروج المصريين فى ذلك اليوم مع ما أضمرته من نوايا وما رأيته على أرض الواقع، هل سجلت فى ميزان حسناتك؟!
 
 هل شعرت بالأسى والأسف والندم بعد أن رأيت عشرين نفسا هم حصاد ذلك اليوم الأسود، من بينهم طفلا كادت أمه النصرانية أن تحترق من شدة الحزن عليه؟!
 
وكذلك بعد أن رأيت الشاب محسورا يبكى على سيارته الأجرة التى اشتراها بالمشاركة مع أخيه للإنفاق على أسرتين قوامهما 10 أفراد بعد أن أحرقها أبناؤك الذين لبوا دعوتك؟!
 
أنا أظن أيها الشيخ الذى يعيش أيام الغروب، لو وجهت لك قناة الجزيرة هذه الأسئلة فإنك جوابك سيكون: كل شيء يهون من قتل وتخريب وحرق وتدمير لمصر ولأبنائها ما دام فى سبيل عودة دولة الإخوان المسلمين!!
 
 اللهم إنى أشكو إليك ما يفعله القرضاوي ومن معه!