تبريرات داعش

  • 166

طالعت المقال التبريري الذي نشره موقع التوحيد والجهاد حول حرق الطيار معاذ الكساسبة، وأود أن أذكر بعض الملاحظات: 
 - لا يجوز تقديم شيء علي الحديث، قال ابن عباس رضي الله عنهما لمن عارض قول النبي صلي الله عليه وسلم بقول أبي بكر وعمر: (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر!!).


 - لا يجوز اعتماد السير والتاريخ كمصدر للأحكام، قال الإمام أحمد رحمه الله: (ثلاثة أمور لا أسانيد لها: السير والمغازي والتفسير)، وقد جرت عادة العلماء علي التساهل في أسانيدها وسرد عامة ما يروي، أما عند استنباط الأحكام فلابد من تمحيص الأسانيد، وعامة ما ذكر هي حكايات ذكرها ابن كثير في "البداية والنهاية"، والأثر الصحيح هو فعل علي رضي الله عنه وقد خطأه ابن عباس وأنكر عليه مستدلا بالحديث. 

-  هناك فرق بين القذف العام بالنار وما يؤدي للإحراق في الحروب، وهذا الخلاف منقول فيه وهو كالقذائف والصواريخ في الحروب المعاصرة، وأما التحريق لشخص أسير مقيد فهو منهي عنه أصلا.

-  كلام ابن تيمية في جواز التمثيل للمصلحة رغم كونه يستدل له لا به، فهو عليهم لأنه يجزم كل عاقل أنه لا مصلحة للإسلام في هذا، بل هذا من أعظم ما ينفر عن الإسلام ويصد الناس عن الدخول في الإسلام، فأي مصلحة متوهمة يمكن جنيها من وراء هذا؟! 

 - الكلام عن ردة الطيار غير مسلم به؛ فإن داعش من الخوارج بلا ريب، والواجب قتالهم كما أمر صلي الله عليه وسلم، نعم اشترط أهل العلم في قتالهم عدم الاستعانة عليهم بكافر حتي لا تكون الغلبة لهم في مآل الأمر، لكن في الأمر شبهة تمنع من التكفير، وعليه فلا وجه لتطبيق أحكام الحرابة علي هذا الطيار.