الحمد
لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن
الله -تعالى- أمرنا في كتابه بما يقربنا إليه، ويحسِّن الصلة التي بيْن العبد وربه
ويقويها، ومِن ذلك: حسن الصلاة وتمامها وخشوعها، فحسن الصلاة هو حُسن الصلة بالله -تعالى-،
وكلما زاد حسنها وخشوعها كلما قويت الصلة بالله.
وذكر
الله سبب دخول جنة الفردوس، فقال -سبحانه-: (قَدْ
أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون:1-2)،
وذكر -سبحانه- مِن ثمار الصلاة الطيبة: (إِنَّ الصَّلَاةَ
تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) (العنكبوت:45).
فالصلاة
الحسنة الطيبة المقبولة تثمر ذكر الله، والمنع مِن الفحشاء والمنكر، وكان النبي
-صلى الله عليه وسلم- يقول: (يَا بِلَالُ أَقِمِ
الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني)،
وقال: (وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ)
(رواه أحمد
والنسائي، وصححه الألباني).
ولما
سمع عمر -رضي الله عنه- أن كسرى يجهِّز جيشًا؛ جهز جيشًا ثم ذهب إلى المسجد ليختار
قائد الجيش فرأى رجلًا يصلي أعجبته صلاته فاختاره لهذه المهمة، فسأله فقال له: "رأيتك
تحسن الصلاة!".
إنه الصحابي النعمان بن مقرن المزني -رضي الله عنه-؛ لأن القائد أو المسئول
إذا كان يحسن الصلاة فهو حسن الصلة بالله -تعالى-، فتجده موفقًا معانًا مسددًا،
مستجاب الدعوة، فكان -رضي الله عنه- موفقًا مسددًا، رزقه الله الشهادة مع نصر
للمسلمين في معركة "نهاوند" فتح الفتوح، فكان اختيار عمر -رضي الله عنه-
موفقًا.
كذلك
البيوت والمجتمع والأمة إذا حسنت الصلاة حسنت الصلة بالله؛ فتجد التوفيق والإعانة،
والسداد والاهتداء إلى الخير والصواب؛ فأحسنوا الصلة بالله بحُسن الصلاة له -سبحانه-.
اللهم
رد المسلمين إلى دينهم ردًّا جميلًا، وأصلح شبابهم ونساءهم، والحمد لله رب
العالمين.