"بوتين" في إيران اليوم وسط تصاعد الخلاف بينهم حول سوريا

  • 97
حسن روحاني وبوتين

يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إيران، الاثنين، بمناسبة انعقاد قمة الدول المصدرة للغاز في طهران، وسيلتقي على هامشها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، لأول مرة بعد 8 سنوات، بالإضافة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وتأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد الخلافات بين طهران وموسكو حول طبيعة التدخل العسكري الروسي في سوريا، منذ بداية أكتوبر الماضي، حيث ترى طهران أن وجود روسيا هناك همش دورها رغم الخسائر التي قدمتها إيران بالمال والسلاح والعسكر للحيلولة دون إسقاط نظام بشار الأسد.

وصرح مستشار الكرملين، يوري أوشاكوف، أنه أثناء هذه المحادثات "سيولى اهتمام خاص للمسائل الدولية أخذاً بالاعتبار النزاع السوري، وفقا للعربية.

كما تأتي هذه الزيارة عقب إصدار قرارين دوليين حيال مكافحة إرهاب تنظيم "داعش"، حيث اعتمد مجلس الأمن الدولي الجمعة، بالإجماع، قراراً يدعو الدول الأعضاء إلى "اتخاذ كافة التدابير الضرورية لمحاربة تنظيم داعش على الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق".

كما أصدرت لجنة حقوق الإنسان بالجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس الماضي، قراراً صاغته المملكة العربية السعودية بمشاركة قطر ودول عربية أخرى والولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى، يندد بالتدخل الإيراني والروسي في سوريا ويطالب بانسحاب قوات الحرس الثوري وميليشيات حزب الله من سوريا.

بوتين يسعى إلى تشكيل حلف مواز ضد داعشبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، ترغب موسكو في تشكيل تحالف دولي يضم إيران والأردن ودولاً أخرى في المنطقة وكذلك الغربيون بهدف محاربة تنظيم "داعش" في سوريا. لكن، هذا الاقتراح الروسي يصطدم بتحفظ الغربيين وبعض الدول العربية إزاء فكرة انضمام نظام بشار الأسد في دمشق لهذا التحالف المقترح.

كما يأتي التحفظ من عدم حيادية إيران وروسيا في النزاع السوري، وهما أبرز حليفين لنظام بشار الأسد، وتقدمان له مساعدة عسكرية خاصة عبر إرسال مستشارين ومقاتلين إلى الأرض، قتل منهم حوالي 60 عنصراً بغضون شهر، منذ التدخل الجوي الروسي.

ومنذ السبت، صعدت روسيا قصفها على مواقع المعارضة السورية، كما قام طيرانها في نفس الوقت بهجوم مكثف على معاقل تنظيم "داعش" وسط سوريا وشرقها.

الخلافات تطفو على السطحعلى الرغم من التنسيق الإيراني-الروسي في سوريا، طفت الخلافات حول تقاسم النفوذ والأدوار ومستقبل النظام السياسي في دمشق، على السطح، منذ أن أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، عن جوهر هذه الخلافات وذكر أنها تتمحور حول مصير الأسد.وانتقد جعفري الأسبوع الماضي، سياسة روسيا في سوريا حيث قال إن "موسكو ربما لا تكون مهتمة ببقاء الأسد في السلطة مثلما نحن حريصون على ذلك".

كما أعلن وزير الاستخبارات الإيراني، محمود علوي، أن "تدخل روسيا العسكري في سوريا بات يشكل تهديداً على الأمن القومي الإيراني"، وذلك في إشارة إلى تزايد حدة الرفض العربي والإسلامي للتدخل الإيراني في سوريا ذي الطابع الطائفي، والذي أدى إلى تأجيج الصراعات المذهبية في المنطقة بشكل غير مسبوق.

وأكد علوي، خلال مؤتمر صحافي، أن "ضغط العمليات العسكرية الروسية في سوريا دفع الأعداء لبذل جهود مضاعفة لزعزعة الأمن في إيران"، حسب ما نقلت عنه وكالة "إيسنا" الطلابية الإيرانية.

غير أن مراقبين يؤكدون على أن جوهر الخلافات الإيرانية-الروسية بشأن سوريا تدور حول تذمر طهران من تقليص نفوذها واحتمال فقدان دورها بسوريا في المستقبل، رغم خسارتها مليارات الدولارات وحوالي أكثر من 400 جندي وضابط من الحرس الثوري منذ التدخل في سوريا عام 2011.

وكان موقع "تابناك" المقرب من القائد السابق للحرس الثوري وأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، قد نشر تقريراً عن جوهر الخلاف بين إيران وروسيا بخصوص الأزمة السورية، ولخّصه في "سعي موسكو لإيجاد علاقات ثنائية مع المعارضة السورية بما فيها الجيش الحر، الأمر الذي لا تستسيغه طهران حيث لا تريد أي دور للمعارضة في مستقبل سوريا، كما أنها تصر على بقاء الأسد بأي ثمن".

كذلك ذكر الموقع أن "روسيا تتخوف من الغرق في المستنقع السوري، لذا تريد التفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية والدول العربية، لتكون هذه الدول بجانبها لإنهاء الأزمة السورية، وذلك على حساب المصالح الإيرانية".

ورغم الخلافات، تشترك موسكو وطهران بخطاب موحد تجاه التدخل في سوريا حيث تزعمان بأن تدخلهما يأتي في إطار "دعم الشرعية" و"مكافحة الإرهاب"، وبهذا يبررون القصف الروسي الذي طال مئات المدنيين وارتكاب الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المقاتلة مجازر القتل ضد الشعب السوري منذ 5 سنوات، بالذرائع نفسها.وفي هذا الصدد، كان الجنرال يحيى رحيم صفوي وهو المستشار العسكري للمرشد علي خامنئي، والقائد السابق للحرس الثوري، قد قال إن حضور إيران في سوريا هو "لدعم الشرعية" التي يرى أنها تتمثل في نظام بشار الأسد الذي يحكم أقل من ربع سوريا تحت وصاية روسية-إيرانية كما يقول معارضون سوريون.