عاجل

"العربي" يأمل انعقاد مؤتمر دولي بباريس الأشهر القليلة القادمة لإنقاذ حل الدولتين

  • 106
اجتماع الاتحاد البرلماني العربي اليوم


عبر الدكتور نبيـل العربـي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن أمله أن تفضي المشاورات الجارية بشأن المبادرة الفرنسية التي تدور حولها مشاورات الآن إلى انعقاد مؤتمر دولي في باريس في الأشهر القليلة القادمة حتى يمكن إنقاذ حل الدولتين وإطلاق مسار مفاوضات جدية تحت إشراف مجلس الأمن تفضي إلى تحقيق سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرئيليين، على أساس المرجعيات الدولية التي تم التوافق عليها ووفق إطار زمني محدد.


جاء ذلك في كلمته خلال أعمال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث والعشرين للاتحاد البرلمان العربي، اليوم "الأحد" بمقر الجامعة العربية، برئاسة نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، وحضور الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب المصري، ومرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي الرئيس السابق للاتحاد البرلماني العربي.


وقال "العربي" أن الهم المشترك الذي يجمع العرب اليوم شعوبًا وحكومات وبرلمانيين يستدعي التحرك السريع لبلورة رؤية عربية مشتركة إزاء التعامل مع الأزمات المشتعلة في المنطقة وفي مقدمتها الأوضاع الصعبة التي تعيشها سوريا واليمن وليبيا والعراق، والتي تهدد تداعياتها، ليس فقط هياكل الدولة الوطنية المستقلة لتلك الدول، وإنما أيضًا تهدد مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.


وأشار إلى أن حجم المخاطر والتحديات التي تواجه اليوم أسس الدولة الوطنية العربية والأمن الإقليمي العربي بمعناه الواسع تحتم على القائمين على شئون العمل البرلماني العربي الارتقاء بدور البرلمانات العربية وآليات عملها لتتمكن من الاضطلاع بمسئولياتها الكبرى إزاء الأوضاع المضطربة التي تهدد المجتمعات العربية، وذلك لكون المجالس والهيئات البرلمانية والتشريعية ومجالس الشورى في الدول العربية، هي المعنية أولاً وأخيرًا بالتعبير عن إرادة الشعوب العربية وطموحاتها في التغيير والتطوير والإصلاح ليس على المستوى السياسي فحسب، وإنما على مستوى تحقيق التنمية والرفاه الاجتماعي وترسيخ أسس بنيان الدولة الوطنية العربية الحديثة والعمل العربي المشترك.


وأكد على أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة يظل الهم الأكبر والقضية المركزية للعرب، التي يتمحور حولها مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث لا تزال شعوب المنطقة وحكوماتها تدفع الأثمان الباهظة نتيجة لاستمرار هذا الاحتلال الذي أضحى يشكل آخر معاقل الاستعمار والأبارتايد والتمييز العنصري في العالم المعاصر. كما أن هذه الممارسات والسياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة تعكس إرهاب الدولة وهو أسوء وأخطر أنواع الإرهاب، أصبحت تمثل تحدياً خطيراً للشرعية الدولية وعدم التصدي لها سيؤدي إلى تقويض النظام الدولي المعاصر.


وقال العربي إن البرلمانات العربية مدعوة إلى مواصلة التحرك مع مثيلاتها الدولية والإقليمية من أجل دعم الجهود المبذولة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لحل الدولتين الذي أصبح اليوم مهددًا بالانهيار بسبب تعنت مواقف الحكومة الإسرائيلية وإصرارها على المضي في سياسات الاستيطان وقضم الأراضي الفلسطينية وممارسة أبشع أنواع الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني وضد حقوقه الوطنية المشروعة.


وأشار إلى أن البرلمانات العربية تستطيع القيام بدور فاعل في دعم الحركة الدولية لمقاطعة بضائع المستوطنات الإسرائيلية التي يطلق عليها B.D.S، والتي تحظى باهتمام واسع من الرأى العام الدولي، وتمكنت من إحراز نجاح واسع في محاصرة البضائع الإسرائيلية التي يتم إنتاجها في الأراضي العربية المحتلة، المطلوب في هذه المرحلة بذل المزيد من الجهود وطرق جميع الأبواب لممارسة ضغوط متزايدة على إسرائيل من جميع الجهات الدولية.


وقال أن هذا يستدعي من الجانب العربي على مستوى الحكومات وآليات العمل العربي المشترك، أن تبلور موقفًا واضحًا وتطلق تحركًا دبلوماسيًا جديًا باتجاه المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن لطرح تنفيذ القرار 242 الذي صدر بالإجماع منذ ما يقرب من خمسة عقود والقرارات الأخرى ذات الصلة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 وفقًا لمبادرة السلام العربية والتي لم تتجاوب إسرائيل معها حتى الآن.


ولفت إلى أن إلحاق الهزيمة بالإرهاب والفكر المتطرف يحتل اليوم أولوية قصوى على أجندة العمل العربي المشترك، وتضطلع منابر البرلمانات العربية بدور هام في هذه المواجهة المفتوحة مع الإرهاب، وذلك بحكم مسئولياتها الدستورية والتشريعية في صياغة القوانين والتشريعات الهادفة إلى مواجهة الإرهاب واقتلاعه من جذوره وبيئته الحاضنة في المجتمعات العربية.


وذكر في هذا الصدد بالقرار الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بتاريخ 7/9/2014، الذي أقر اتخاذ التدابير الجماعية اللازمة لصيانة الأمن القومي العربي والتصدي لجميع التنظيمات الإرهابية الهادفة، واعتبر أن المواجهة مع الإرهاب هي مواجهة شاملة تقتضي التعاون العربي الجماعي عسكريًا وأمنيًا وسياسيًا وفكريًا وثقافيًا وقضائيًا لدحر الإرهاب الذي استشرى واستفحل على نيران الأزمات المشتعلة في المنطقة وما أفرزته من حالة انقسامات مذهبية وطائفية وعرقية تمر بها العديد من دول المنطقة.


وأشار إلى أنه قد شهدت الفترة الماضية العديد من الخطوات الإيجابية في هذا الصدد، إلا أنها غير كافية وتحتاج إلى المزيد من التدابير والإجراءات، وأعمال الفكر الخلاق وشحذ الهمم حتى يمكن اقتلاع الفكر الإرهابي المتطرف من جذوره، وتحصين بنية المجتمعات العربية من آفاته وشروره المدمرة لحاضر هذه الأمة ومستقبلها.


من جانبه حذر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، من خطورة استراتيجية الفوضى البناءة التي تسعى لهدم الدول العربية وخطورة تفشي ظاهرة الإرهاب التي تهدد الأمن القومي العربي.


وقال في كلمته خلال أعمال المؤتمر" أشكر ثقتكم في لبنان لترؤس أعمال الاتحاد البرلماني العربي وهو ما يشكل دعما ملموسا لاستمرار الثقة العربية في لبنان ".


وأكد بري على دعمه للحكومة المركزية في العراق، قائلا " ننتظر أن يكون هذا العام عاما لتحقيق الإصلاحات في العراق".


وجدد بري التأكيد على دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والأزهر الشريف على ضرورة الوحدة ونبذ التطرّف والعنف والإرهاب.


وحول الوضع في لبنان قال رئيس مجلس النواب اللبناني أن لبنان يشق طريقه لإنجاز الانتخابات خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حيث تنطلق في شهر مايو المقبل.


وقال بري أن لبنان يُستقبل نحو مليون ونصف من النازحين السوريين وكذلك نصف مليون لاجئا فلسطينيا، مشددًا على أن حل مشكلة اللاجئين هي بتعجيل حل الأزمة السورية لإعادتهم إلى وطنهم .


وطالب رئيس مجلس النواب اللبناني بدعم عربي إنمائي وتربوي وخدماتي وفي مجال الطاقة والبيئة ومن ذلك دعم الحيش اللبناني الذي يتعرض يوميا لهجمات على الحدود.


واستنكر بري التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان، مشيرًا إلى أنه لا يمر أسبوع إلا وتنتهك إسرائيل مجالها الجوي، وهو ما يتطلب التمسك لوحدة جيشنا وشعبنا وكذلك الدعم العربي للجيش اللبناني.


ودعا بري إلى إعادة إحياء لجنة السوق العربية المشتركة وإنشاء لجنة برلمانية خاصة لمتابعة الأوضاع في ليبيا والجوار الليبي برئاسة رئيس مجلس النواب المصري.


من جهته عبر عبد الهادي المجالي رئيس مجلس النواب الأردني السابق، عن أمله في الدفع قدما بدور الاتحاد البرلماني العربي لتقريب وجهات النظر بين الشعوب والحكومات، داعيًا مؤسسة القمة العربية لمنح الاتحاد دور قوي ليكون الذراع الحيوي الفاعل لها مع الأخذ بتوصياته وقراراته.


كما أكد ضرورة أن يتجاوز الاتحاد دوره التشريعي نحو الأفكار الخلاقة لدعم مؤسسة القمة العربية في التصدي للقضايا الراهنة وفي صدارتها الإرهاب، بحيث يكون الاتحاد شريكا في القرار العربي وتطوير الأفكار.