صحيفة "الشرق" القطرية تحذر من وقوع مذابح عرقية واسعة في أفريقيا الوسطى ضد المسلمين

  • 108
صورة أرشيفية

حذرت صحيفة "الشرق" القطرية في افتتاحيتها اليوم السبت، من وقوع مذابح عرقية واسعة في جمهورية أفريقيا الوسطى يكون المسلمون وقودا لها كما حدث من قبل في البوسنة والهرسك على يد الصرب، مشيره إلى ما شهده هذا البلد وفي تتابع سريع من تطورات تمثلت في الإطاحة العنيفة للحكومة القائمة، وانهيار مؤسسات الدولة ، والانزلاق إلى الفوضى والوحشية الطائفية ، فيما أصبح أكثر من 2.5 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية فورية بشهادة من الأمم المتحدة.

وقالت الصحيفة تحت عنوان "المذابح العرقية في أفريقيا الوسطى": "إن الأوضاع في بانغي العاصمة أصبحت بحاجة ماسة إلى العلاج بعدما استفحل أمر التطهير العرقي على حساب المسلمين؛ الأمر الذي يستدعي من كل المنظمات الدولية والإسلامية الوقوف عند مسئولياتها وتحمل أعباء نزع فتيل الأزمة المشتعلة، والتي تزداد اشتعالا يوما بعد آخر" .

وفي هذا الصدد، حثت على التأييد الجدي للمبادرة الأممية التي تهدف للتصدي للمخاطر الهائلة وأعمال العنف والتطهير العرقي في جمهورية أفريقيا الوسطى، والمتضمنة تعزيز قوات التدخل السريع الموجودة بالفعل الآن على الأرض في أفريقيا الوسطى من القوات العسكرية والشرطة لاحتواء العنف وحماية المدنيين، ومنع مزيد من التشريد، وخلق بيئة آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية.

ورأت "الشرق" أن أفريقيا الوسطى أصبحت اليوم تمثل تحديا جديا للمجتمع الدولي المدعو إلى اليقظة وعدم التخاذل إزاء الواجبات المنوطة به؛ كي لا يقع المحظور ويجد المجتمع الدولي نفسه أمام مذابح جديدة تضارع مذابح الهوتو والتوتسي في رواندا، ومذابح البوسنة والهرسك في يوغسلافيا السابقة.

ولفتت الانتباه إلى تأكيد جميع التقارير الموثوقة الواردة من "بانغي" ، أن قتل المدنيين الأبرياء صار بأعداد كبيرة وحسب المعتقدات الدينية، لا سيما المسلمين على وجه الخصوص رغم أن المسيحيين ليسوا بمنأى عن هذه المذابح، والتي تسببت بعمليات تهجير وهروب جماعية إلى البلدان المجاورة هربا من القتل والتصفية الدينية.

ودعت في ختام افتتاحيتها إلى وضع الإمكانات المالية واللوجستية اللازمة للإسراع في إطلاق عملية للمصالحة السياسية، وتعزيز التسامح والتعايش السلمي لإنهاء الصراع الحالي والمذابح العرقية في هذا البلد المسمى أفريقيا الوسطى قبل فوات الأوان.

وعلى صعيد آخر ، تناولت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية الأوضاع الأمنية المتردية في ليبيا وما تمر به من فوضى، ووضع البلاد على حافة حرب أهلية، بالإضافة إلى ما تمر به القضية الفلسطينة والجهود الذي تبذل لإيجاد تسوية تلغى حق العودة.

وتحت عنوان "الفوضى الخلاقة" ، قالت صحيفة "البيان" ، إن تردي الوضع الأمني في ليبيا من أهم أسباب عرقلة التقدم على المسار السياسي؛ فحالة الانفلات الشامل التي تشهدها ليبيا لانتخاب لجنة هيئة إعداد الدستور تظهر للأسف أنها بعد ثلاثة أعوام على الثورة أبعد ما تكون عن تحقيق أهدافها وأقرب ما تكون إلى حرب أهلية، فإذا لم تتحسن ظروف الأمن وتحقق البلاد تقدما فيما يتعلق بالتحديات السياسية والاقتصادية يكاد يكون من المستحيل في حينه ضبط الأمن، ويصبح من المستبعد جدا أن يخرج البلد من الفوضى الحالية.

وأضافت الصحيفة، أن الشعب الليبي وعلى مدى الأعوام الماضية صعقته الميليشيات التي يفترض فيها اليوم بعد الثورة أن تساعده على بناء مستقبله والعبور به إلى بر الأمان، وأصبح من الضروري الآن تكوين أجهزة يمكن الاعتماد عليها مستقبلا، ويكونوا جميعا صمام أمان، والحل هو معالجة هذه المخاوف والتشنّجات الآن، بدلا من أن تظهر لاحقا وتتسبّب بتعطيل الآلية السياسية، حيث إن أية محاولة لبناء منظومة حكم جديدة يجب أن تشمل إصلاح القضاء وتعزيزه لمنع الفساد وحماية الأمن القومي.

وشددت الصحيفة في ختام مقالها الافتتاحي أنه فيما تؤكد المؤشرات أن الطريق إلى ليبيا الموحدة القائمة على أسس وطنية ثابتة وقوية يبدو اليوم طويلا وصعبا، إلا أن الوصول إليه ليس مستحيلا شريطة تغليب منطق العقل والرشد بين الفرقاء وتضييق الخناق على أصحاب المصالح الفئوية والمناطقية بالتوازي مع إعلاء المصلحة العامة.

ومن جانبها، قالت صحيفة "الخليج" في افتتاحيتها تحت عنوان"تصفية القضية" ، إن القضية الفلسطينية تمر في منعطف خطر باتجاه تصفية حقوق الشعب الفلسطيني وأهمها حقه في العودة، والعمل يجري على قدم وساق سرا وعلنا، وهذا اللغط الذي يدور عنه ليس من فراغ ولا هو من قبيل التحليل والتأويل أو التهويل .

وأضافت الصحيفة، أن هناك حركة وجهدا يبذلان فى هذا الاتجاه لإلغاء حق العودة الذى يكفله القرار الدولى 194 واستبدال التوطين به، والولايات المتحدة وإدارة أوباما من خلال وزير الخارجية جون كيرى تقود هذا الجهد وهي مصممة على إنجازه من خلال المفاوضات الجارية الآن بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني .

وتساءلت صحيفة "الخليج" في ختام افتتاحيتها قائلة، فهل ما يجري في العالم العربي والسعي لتصفية القضية الفلسطينية في وقت واحد مجرد صدفة؟ وشددت على أنه في صراع المصالح والاستراتيجيات الكبرى الإقليمية والدولية التي تجري على أرضنا لا شيء صدفة أبدا.