حجاب المرأة المسلمة بفرنسا

  • 86

.كل فترة تعود للسطح التعنتات الفرنسية مع الأقلية المسلمة خاصة، رغم أن الدين الإسلامي يُصنف في فرنسا في الرتبة الثانية من حيث عدد معتنقيه من سكان فرنسا، فتمثل الأقلية المسلمة نسبة 10% من إجمالي عدد السكان، ربما تزيد شيئًا أو تقل، ورغم أن فرنسا تسمى ببلد الحريات وأنها تساوي في المعاملة بين الأديان، ودستورها ينص على حرية الديانة؛ ولكنه يتحول مع الأقلية المسلمة إلى "حبر على ورق". 

الغريب أنهم يرفعون شعار منع  إظهار الشارات الدينية البارزة في الأماكن العامة، وهو ما لم ينص عليه دستورهم، ولا أتت به قوانينهم باستثناء صدور الحظر بشأن تغطية الوجه.

فمنذ فترة سابقة كان الجدل ولم يزل حول منع الرياضيات الفرنسيات المسلمات من خوض المنافسات الرياضية وهن يضعن الحجاب، وبغض النظر عن عدم تأييدنا لمشاركة المرأة في منافسات رياضية لا تليق بحياء المرأة، فإنه يبقى لنا الدفاع عن حقها في ارتداء الحجاب كأمر ثابت في الدين الإسلامي، وتبقى الأزمة هناك تحياها المرأة المسلمة حين تمنع أو تقيد حريتها في واحدة من أهم ما تؤمن به، وهو الحجاب وارتباطه بهويتها الإسلامية.

ورغم ميل الغالبية الفاعلة هناك لتقييد حرية المسلمين ووجود جماعات تحرص على إذكاء هذا العداء سواء اليمين الفرنسي أو اللوبي اليهودي والذي يمثل ١%، ويُسخرون طاقتهم الإعلامية لبث كراهية الإسلام ومثله بعض الطوائف الكارهة للإسلام كالبهائية وغيرها، ممن لا يكفون عن إشاعة هذه الكراهية ومعهم كتاب وصحفيون، ولا ننكر أن هناك بعض  السياسيين والكتاب منصفون شيئًا ما، لا يوافقون على مثل هذا التعنت.

لذلك فإنه تجاه كل هذه المشكلات التي تحول دون تمكن المسلم والمسلمة  من إظهار شعائر دينه حتى في أبسط الأشياء: الملابس والحجاب وغيره، نستطيع أن نفهم حجم الصعوبات التي تتحملها الأسر المسلمة التي تعيش في بلاد الغرب التي يزعمون أنها بلاد الحرية، هذا الصنم الذي إن جاعوا أكلوه، ونكتشف زيف البريق الذي ربما يخلب عقول كثير من شباب المسلمين تحت تأثير بعض الضيق المادي في بلدانهم والفارق في مستويات المعيشة بينهم وبين الغرب.