كاتب: الصورة الحقيقية الصافية للتدين المصري ما كان قبل الانحرافات الحالية والموازنات العالمية الجائرة

شهاب: مرجعنا الكتاب والسنة والإجماع وتحكيم العرف المخالف للشرع هو مِن اتباع الهوى

  • 28
الفتح - القرآن الكريم

قال أحمد شهاب الكاتب والداعية الإسلامي، إن الصورة الحقيقية الصافية للتدين المصري هي ما كان قبل تلك الانحرافات والضغوط الحالية، والموازنات العالمية الجائرة؛ مضيفًا أن البعض يريد أن يتصالح مع الواقع المشوه الحاصل في فترات ضعف الأمة، بل ويتجاوز ذلك إلى شرعنته، بل وفرضه، بل ومعاقبة من يخالفه!

وأوضح الكاتب في مقال له نشرته الفتح، أن البعض يريد أن يحصر الألوان في الأبيض والأسود! فإما أن يكون التدين المصري كله صحيحًا، وإما أنك تبطله بالكلية؛ إما تصحيح الواقع، بل والاحتجاج به، أو في المقابل تكفير المجتمعات!

وأشار الكانب إلى أننا لسنا مضطرين لقبول هذه الثنائيات، بل فيه حق وباطل، وخير وشر، نتاج صراعات طويلة فكرية ومجتمعية وسياسية، إلخ، فالمجتمع ليس بمعصوم، ولا هو أيضًا بمجتمع جاهلي، فالواجب علينا أن نعدل في الحكم، ونزن الأمور بميزان الشرع، فنقبل الحق ونؤكِّد عليه، وننطلق منه ونبني عليه، ونسعى في زيادته، ونرد الباطل والشر والفساد، ونسعى في تقليله وإزالته.

ونوه الشحات بأن مساحة الدين في حياتنا كمصريين ليست بالقليلة، ولكن الكثير منها صار يشبه الطقوس والشعائر دون أن يثمر ذلك تحقيق التقوى المنشودة، وتعديل السلوك، والرقي بالأخلاق والقيم؛ فلا بد من لفت النظر دائمًا إلى حقيقة العبادة وجوهرها وتعميق معاني التدين.

وتابع الكاتب: "لا ننكر أن هناك طبيعة مصرية موروثة عبر التاريخ تعطي اهتمامًا كبيرًا بالدين والعبادة، وأمور ما بعد الموت، وعالم الغيبيات، وهو أمر ظاهر عبر التاريخ المصري بعصوره المختلفة، لكن الذي نريد أن نقوله: إن هذا الأمر ليس خصيصة للشعب المصري دون باقي الشعوب، وإنه ليس دليلًا على تصحيح شيء أو إبطال آخر.

وأكد الكاتب أن المرجع والحكم هو الدليل الشرعي من الكتاب والسنة والإجماع، وما يتفرع على ذلك من مصادر التشريع -والتي منها العرف الذي لا يخالف الشرع-، وهذه هي القضية المفصلية المحورية؛ قضية مرجعية الدليل، وأنه هو الميزان الذي نفرِّق به بين الحق والباطل، والهدى والضلال.

واستطرد الكاتب: يكفيك تأمل مثل تلك الآيات بقلبك وعقلك؛ قال الله تعالى: "قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"، "قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ"، "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ"، ونظائرها في القرآن الكثير؛ "ألا يَعلم مَن خَلَقَ وهو اللطيف الخبير"؟!

وشدد الكاتب على أن تحكيم العرف المخالف للشرع هو مِن اتباع الهوى، وقد قال الله تعالى: "وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ . أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ"، وقال صلى الله عليه وسلم: "تركتُ فيكم ما إن تَمَسَّكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا؛ كتاب الله وسُنَّتي".