ردا على غلاة المذهبية.. باحث شرعي: التمسك بالكتاب والسنة والإجماع هو الأمان من الانحراف في الدين

  • 49
الفتح - أرشيفية

أوضح شريف طه، الداعية الإسلامي، أن غلاة المذهبية يروجون لمقولة  أن المذهبية أمان من الانحراف في الدين، وممن كتب ذلك الشيخ البوطي في رسالته (اللامذهبية أخطر بدعة في الإسلام) وعنوانها كاشف عن المضمون، فالرجل يرى أن اللامذهبية ستؤدي للإلحاد والكفر، بحجة أن الناس ستتعامل مع النصوص مباشرة دون التقيد بأي ضوابط في الفهم والاستنباط.

وقال طه في منشور له عبر "فيس بوك" إن هذه الدعوى لا يؤيدها دليل من الشرع ولا الواقع، بل على العكس من ذلك، فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل العصمة من الضلال في التمسك بكتاب الله تعالى وسنته صلى الله عليه وسلم، ولم يجعل ذلك في التزام أحد المذاهب الأربعة دون غيره كما يدعيه أهل التقليد المذموم.

وأشار الداعية الإسلامي إلى أن الواقع يؤكد أن التزام المذهبية لم يمنع أصحابها من انتشار البدع العقدية، ومنها شرك القبور وبدع التعطيل ونفي القدر وغيرها من البدع الاعتقادية، وعامة القائلين بهذه البدع كانوا من المنتسبين لأحد المذاهب الأربعة، بل وجعلوا هذه البدع الكبرى ضمن معتمدات مذاهبهم زورا وبهتانا، وإلا فأين في كلام الأئمة الأربعة أنفسهم شرك القبور أو جواز الاستغاثة بالأموات وعبادتهم من دون الله تعالى؟

وتساءل طه كيف ينتسب لأحد الأربعة من ينسب نفسه لأحد المذاهب الكلامية أو الطرق الصوفية؟ مع ما عرف عن الأربعة من الذم الشديد لعلم الكلام وإنكارهم لبدع أقل بكثير جدا من بدع المتصوفة، بل قد ورد ذم الصوفية كفرقة وطائفة عن الشافعي رحمه الله، كما هو مشهور.

وأضاف طه قائلا: ها نحن نرى في زمننا أن كثيرا من مروجي الشذوذات وخروقات الإجماع هم من غلاة المتمذهبة، بل وكانوا يشنعون على السلفية بذلك، ومع ذلك تراهم يجترئون على مخالفة النصوص والإجماع.

وأكد طه أن من اعتاد تأويل النصوص وتفريغها من دلالتها، لن يشق عليه تأويل نصوص العلماء والفقهاء؛ ليتمكن مما يريد، مؤكدا أن العصمة من الضلال هي في اتباع الكتاب والسنة واتباع سبيل المؤمنين، كما أمر الله تعالى وبين نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.