مراسم تنصيب تشارلز الثالث تكشف الوجه القبيح للغرب.. خبراء: يفتخرون بعصور الاحتلال العسكري

خبراء: يفتخرون بجرائمهم في حق الشعوب المسلمة ثم يدعون الحرية وحقوق الإنسان

  • 59
الفتح - أرشيفية

توعية الشباب بالتاريخ الإسلامي المشرف لم يعد ترفًا في مواجهة العلمانية


على الرغم من مرور نحو قرن ونصف قرن على معركة التل الكبير التي وقعت عام 1882م وكانت بداية لحقبة الاحتلال البريطاني لمصر، إلا أن الإنجليز لم ينسوها ويفتخرون بها أيما فخر؛ لدرجة أنهم سجلوها على أعلامهم وحفروها في تاريخهم.

وفي مطلع الأسبوع المنقضي، ظهر اسم هذه المعركة مدونًا على أحد الأعلام التي استخدمتها بريطانيا في مراسم تنصيب تشارلز ملكا لإنجلترا، في حدث وصفه البعض بأنه دلالة على حنين الإنجليز لمملكتهم الاستعمارية التي أذاقت دولًا وشعوبًا ويلات الحرب والتعذيب.

 وظهر اسم مصر ومعركة التل الكبير، مدونا على أحد أعلام كتيبة إنجليزية تسمى "كولد ستريم" وهي أقدم فوج في جيش بريطانيا، وكان لها العديد من المعارك سواء رفقة الجيش البريطاني أو رفقة نابليون، وقد شاركت في معارك عدة وفي بلدان عدة منها مصر وفلسطين وتونس والعراق والبوسنة وأفغانستان.

وكانت معركة التل الكبير واحدة من المعارك التي شاركت فيها هذه الكتيبة، وشهد انتصار الإنجليز على الجيش المصري بقيادة أحمد عرابي، ليبدأ عصر الاحتلال البريطاني الذي دام لنحو 74 عامًا.

بدوره، عقب الدكتور علاء رمضان، الباحث في الشؤون السياسية والقضايا الفكرية، على ظهور اسم مصر ومعركة التل الكبير على العلم الذي حمله حرس "كولد ستريم" الملكي أثناء مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، مؤكدًا أن هؤلاء لا يستحيون من الافتخار بفترات الاستخراب لبلاد المسلمين.

وقال رمضان في تصريحات لـ "الفتح" إن البعض من أبناء جلدتنا يستحي من ذكر غزوات الرسول -صلى الله عليه وسلم- فضلًا عن معارك الإسلام الكبرى وفتوحاته خضوعًا وخنوعًا لسيطرة الغرب، بينما هؤلاء مع ادعائهم العلمانية والديمقراطية والحداثة لا يستحيون من الافتخار بفترات الاستخراب لبلاد المسلمين، ويورثون ذلك لأبنائهم وأحفادهم، مع إبراز ذلك في محافلهم. 

وأضاف رمضان: المطلوب من المسلمين فقط أن يتناسوا تاريخهم ومجدهم وعزهم بل ويسارعون في التهاني وإظهار السرور بمناسبات أعدائهم، ثم يسارع كثير من منافقي زماننا فيهم بتحريف تاريخنا وتجريف عقول أبنائنا.

وأكد الباحث في القضايا الفكرية، أن الحقيقة "أنه لا عزة لنا إلا إذا عدنا إلى ديننا وهويتنا وتاريخنا، وورثنا ذلك لأبنائنا وبناتنا كما يفعل هؤلاء في كل محافلهم ."

ومن جهته، قال المهندس أحمد الشحات، الباحث في الشؤون السياسية، إن مراسم تنصيب تشارلز ملكًا لبريطانيا؛ تؤكد مدى اعتزاز هؤلاء بتاريخهم وبانتصاراتهم وبانطلاقاتهم العقدية في تعاملهم مع المسلمين، لافتا إلى أن الغرب يتسم بالعنصرية الشديدة والحقد الشديد على الإسلام.

وأوضح الشحات في تصريحات لـ "الفتح" أن الغرب تحرر في أمر الأخلاق كما تحرر في أمر العقيدة التي تخصه، وانتصر لمبدأ الحرية والمبادئ الفلسفية المادية المجردة في تعامله مع الجزء المتعلق بالأحكام وبالضوابط والشعائر، موضحًا أن هذا الأمر يعنى أن العلمانية قد انتصرت على الدين في الجزء الشعائري أو في جزء الأحكام.

وأشار الشحات إلى أن الغرب يتعامل مع الإسلام بأقصى درجات التطرف والعنصرية، مؤكدًا أن الغرب يتذكرون تاريخهم جيدا، ويحفظونه جيدا، بل ويدرسونه لأطفالهم وأولادهم كي يستمروا في تذكر وحفظ هذا التاريخ، بينما نحن في المقابل نجد أن معظم المسلمين لا يعرفون تاريخهم، ولا يعرفون حقيقة عدوهم، ولا يعرفون الكيد والتربص والمؤامرات التي تتم تجاه الإسلام.

ولفت إلى أن المسلمين يتعاملون مع الشعارات الزائفة كأنها حقائق، ومن ثم نجد هذا التعاطف مع بلد لطالما احتلت بلاد المسلمين وأذاقت أهلها الويل والعذاب والتنكيل والجرائم وغيرها، نجد المسلمين الآن يتناسون هذا التاريخ وكأن شيئًا لم يكن، ويتعاطفون مع تلك البلاد والمستعمرين بهذه الطريقة الهزلية .

وأكد الشحات أن الأمر يحتاج إلى انتباه وإلى وعي؛ لأن الأمة التي تنسى تاريخها لا يمكن لها أن تعيش حاضرها ولا يمكن لها أن تستمر كمستقبل، مشيرًا إلى أن الأمم الأوروبية التي هي الآن تبدو في صورة المتحد والمتماسك إلا أنهم فيما بينهم يحفظون تاريخهم جيدا، مؤكدا أنهم يحفظون التاريخ العدائي والخصومة المتجذرة في تاريخهم ولا يتناسونها أبدا رغم أن المصالح التي تحتم عليهم أن يتحدوا، إلا أنهم لا ينسون تاريخهم بأي حال من الأحوال.

فيما يرى الدكتور وائل سمير، الكاتب والداعية الإسلامي، أن استحضار الإنجليز للأعلام البريطانية مكتوبًا عليها الإنجازات العسكرية التي خارج المملكة والتي من ضمنها حروب انتصروا فيها على المصريين وعلى غيرهم من المسلمين في شتى بقاع الأرض، تكشف حقيقة هذه الحروب وتؤكد أنها حروب دينية قامت على استغلال الشعوب واستثمار ثرواتها لصالح هذه المملكة البريطانية.

ونوه في تصريحات لـ "الفتح" بأن هؤلاء الذين يفخرون بتاريخهم العسكري على شعوبنا، يزعمون الآن أنهم يحققون وينشرون السلام والأمن، بل ويزعمون أنهم يدافعون ويحمون حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن مراسم التنصيب وما حوته من مظاهر تبين هذا التناقض الذي وقعوا فيه، فهم يحاولون إظهار أنهم حماة المبادئ والحرية والمساواة وحقوق الإنسان، مع أنهم لا يستحيون من أن ينشروا تاريخهم المليء بالمعارك والحروب والقتلى والاستعباد، ونهب ثروات البلاد تحت مسمى الاستعمار الذي هو كان في الحقيقة نهبًا لثروات المسلمين، وإضعافهم بل وجعلهم في التبعية المطلقة لهم. 

وأكد سمير أن ما حدث هو بيان لهذه الحقيقة على وجهها، ومن ثم يجب على الشباب أن يفهموا حقيقة هؤلاء الغرب الذين لا يستحيون من نشر هذه العقيدة، مشيرًا إلى أن دعاة العلمانية الذين ملأوا الدنيا ضجيجا عن خطورة الكلام في الولاء والبراء والكلام في غزوات المسلمين والكلام في تاريخ المسلمين الذي هو مليء بالحروب، هم الآن بأنفسهم تناسوا وتجاهلوا هذه الحقائق والفضائح الغربية، مستشهدا بالحربين العالميتين الأولى والثانية وما قتُل فيها من الملايين أكبر من أضعاف أضعاف ما وقع من المسلمين في حروبهم لنشر هذه العقيدة.