عاجل

"القاضي": اللحن في العربية وعدم إقامة الإعراب قبيح مرذول مذموم

  • 82
الفتح - أرشيفية

قال الدكتور محمد عمر أبو ضيف القاضي، أستاذ الأدب واللغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن اللحن في العربية وعدم إقامة الإعراب قبيح، مرذول، مذموم ممن ينسب إلى علوم الدين والشريعة، وأشد كراهة، وأكبر قبحا، وأعظم ذاما إذا جاء ممن ينسب إلى العربية وعلومها، فإذا ترقى في الدرجات العلمية كان مريعا، فظيعا، غير مقبول، ولا معذور، خاصة ممن تعرض للتصدر، وقدَّم نفسه على الصفوف، وقد قالت العرب: لا يستحق الرثاء من تعرض للبلاء.

وأكد القاضي في منشور له عبر "فيس بوك" أن اللحن يصد المتلقي عن المتكلم، ويسقطه من نظره وسمعه، ويضيع المعاني، ويذهب ببهاء الكلام وجماله، وقد خاف منه علماء العربية - قديما-، وحرص اللغويون والنحويون على تخليص العربية منه، والقضاء عليه ما أمكنهم ذلك، وبذلوا لذلك الجهود المضنية، وكتبوا لأجل ذلك مؤلفات عديدة، كتبوها للعوام وجماهير الناس، وللعلماء والمتخصصين، منها: كتاب "إصلاح المنطق"، ليعقوب بن إسحاق، المشهور بابن السكيت، وكتاب " لحن العامة"، لسهل بن محمد السجستاني، وكتاب "ما تلحن فيه العامة"، للكسائي، و"التكملة فيما تلحن فيه العامة" ، للجواليقي، و"الرد على الزبيدي في لحن العامة" ، للخمي، و"النحو ومن كان يلحن من النحويين" ، لابن شبّة، و"ما تلحن فيه الخاصة" ، لأبي هلال العسكري، و"درة الغواص في أوهام الخواص" ، للحريري، و"التنبيه على حدوث التصحيف" ، لحمزة بن الحسن الأصفهاني ، وكتاب "أدب الكاتب" لابن قتيبة، و" الفصيح" لأبي العباس ثعلب، و"ليس في كلام العرب" لابن خالويه، و" لحن العوام" للزبيدي، وكتب أخرى كثيرة.

وأوضح القاضي أن هذه الأسفار وغيرها كتبت لأهمية هذه القضية - اللحن- للعرب والمسلمين؛ لأنها تسقط مكانة الرجل، وقد تضيع مستقبله في العمل، فقد دخل خالد بن صفوان التميمي على بلال بن أبي بردة، فحدثه، ولحن. ولما كثر لحنه على بلال، قال له: "يا خالد، تحدثني أحاديث الخلفاء، وتلحن لحن السقاءات!" والسقاءات : نساء يسقين الماء للناس.

وتابع قائلا: وقد أورد ياقوت الحموي، أن طاهر بن الحسين، قدم والعباس بن محمد بن موسى على الكوفة؛ فأرسل العباس كاتبه إليه، وقال لطاهر: "أخيك أبي موسى يقرأ عليك السلام"، وفيها أكثر من لحن، فسأله طاهر: وما أنت منه؟ فأجابه: "أنا كاتبه".  فأنهى هذا اللحن المستقبل السياسي  للعباس بن محمد بن موسى بصرفه عن الكوفة، وعزله عن ولايتها ؛ لأنه لم يتخذ كاتبا يحسن الأداء عنه، ويجيد التعبير بالعربية الصحيحة.

وأردف القاضي : بل ربما يزيد الأمر، فلا يُكتفي بصرفه عن العمل، بل يُهان فوق ذلك، فقد روي أن الحجاج بعث إلى والي البصرة؛ كي يرسل له عشرة رجال. فاختار رجالا، منهم: كثير بن أبي كثير. ودخل كثير عليه، فسأله الحجاج: "ما اسمك؟" فأجابه: "كثير". فسأله الحجاج: "ابن من؟" فقال كثير: " خفت إن قلتها بالواو لم آمن أن يتجاوزه"، فأجابه: أنا ابن أبا كثير"، وفيها لحن؛ لأن الصحيح ابن أبي"، فقال الحجاج: عليك لعنة الله، جيئوا في قفاه".