اتخذوا النبي ﷺ قدوة.. داعية: رمضان شهر النشاط وعلو الهمة والجد فاغتنموا ما تبقى

  • 24
الفتح - القرآن الكريم

قال محمد عمر أبو ضيف القاضي أستاذ النقد والأدب وعميد كلية الدرسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، إن رمضان شهر النشاط وعلو الهمة والجد والاجتهاد في أمور الدنيا والدين؛ لأنه الشهر الذي يملك الإنسان فيه زمام نفسه، ويتمكن من السيطرة عليها، ويكبح جماح هواها، ويكمل مظاهر النقص فيها، ويتم مواضع القصور الذي يأتيها من قبل بشريتها وما فيها من خلال نقص، كالركون للكسل، والاستكانة للعجز، واتباع الهوى في أعماله، ومطاوعة النفس في إهمال أشغاله.

وأوضح القاضي في منشور له عبر فيس بوك، أن تلك الصفات ينبغي أن تكون بعيدة عن المسلم طيلة العام، وتزداد بعدًا عنه في شهر رمضان؛ لأن المسلم يلتزم بتعاليم دينه، ويسير خلف نبيه صلى الله عليه وسلم، الذي كان يحب النشاط، ويخشي الكسل، ويحب القوة في العقل والقلب والبدن، ويخاف العجز؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم يدعو الله دائماً بأن يعيذه من العجز والكسل، وكان يعلم أصحابه والمسلمين من بعدهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها هذا الدعاء؛ للارتقاء بأنفسهم وعلو هممهم.

وأشار الداعية إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قدوة في علو الهمة، و أسوة حسنة في الجد والنشاط، ومثالاً رائعاً لأصحابه وللمؤمنين، فكان يكثر من الأعمال الصالحة التي تقربه إلى الله، وكذلك الأعمال الدنيوية التي تدل على نشاطه الخارق للعادة وحيويته التي تُضرب بها الأمثال، في أعماله بكل أشكالها وصورها.

وتابع: "قد أكثر النبي - صلى الله عليه- وسلم من حث المؤمنين، وحضهم على ما يصلح دنياهم، وتحريضهم على ما من شأنه أن يرفع به من هممهم ويرفع سقف طموحاتهم؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم : إن الله - عز وجل- يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سَفْسافها".

وأكد أنه ينبغي للمسلم دائمًا أن يختار أفضل الحالات لنفسه، وأكمل الوجوه لحياته، ولا يرضى بالدون من الأمور، ولا بالخسيس من المعاش، مضيفًا أنه إذا استبان للمسلم الخير، وعرف طريق الحق، وتأكد من سبيل الصواب، فلا يكتفى بالسير فقط، بل لا بد أن يسارع ويسابق وينافس في هذه السبل، وهذا يقتضي بذل أقوى الجهد وأنشط الحال، ويستنفذ الوسع والطاقة، ولا يرضى له الله تعالى بالبطء ولا بالمشي في هذه السبل.

واستطرد: " هذا هو الأدب الرباني والتعليم الإلهي، ولا ينال هذا كل الناس، بل هو فضل من الله يختص به الخيرين من عباده، قال تعالي حاثا المؤمنين في كتابه العزيز على علو الهمة وشدة النشاط والإكثار من العبادة والأعمال التي يحبها الله، ومنها الأعمال الدنيوية التي يبتغي بها المرؤ الحلال، ويتقرب المؤمن من خلالها إلى الله، وتحض على علو همة المؤمن: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21]".