عاجل

السلاح الفتاك الذي لا نحسن توظيفه.. مفكر إسلامي: مواجهة الإباحية والحرية الجنسية تكون بالتوعية المبكرة المباشرة

  • 44
الفتح - المهندس أحمد الشحات

أجاب المهندس أحمد الشحات، الكاتب والمفكر الإسلامي، والباحث في الشئون السياسية والقضايا الفكرية التربوية، على تساؤل: "كيف يمكن مواجهة الأساليب الخبيثة والمتعددة التي يروج بما دعاة الإباحية هذا المحتوى بدءًا من الاختلاط المحرّم بين الجنسين، ومرورًا بالمناداة بالحرية الجنسية والشذوذ بكل صوره وأنواعه، والدفاع عمَّن يسمونهم بالمثليين وأن لهم حقوقا لا بد أن تراعي؟ وكيف يمكن تحصين الشباب والفتيات من هذه الدعوات؟"، قائلًا: مواجهة الأساليب الخبيثة التي يروجها دعاة الإباحية، تكون بالتوعية المبكرة المباشرة.

وأضاف "الشحات" -في تصريحات صحفية-: فسلاح الوعي هو السلاح الفتاك الذي لا نحسن توظيفه؛ رغم أننا لا نمتلك غيره! في حين أن العدو والخصم معه أساليب تأثير، وطرق دعاية متعددة، ومصادر تمويل، وخطط وأهداف مبرمجة وجيوش من الموظفين والعاملين من أجل الوصول إلى تحقيق هذه الأهداف وغيرها، مشيرًا إلى أنه في المقابل نحن حظنا وما نملكه من أدوات مواجهة هي على الحقيقة أدوات محدودة في مقابل كل هذه الأدوات الفتاكة، والأساليب البراقة.

وأشار إلى أن هناك أمر آخر شديد الأهمية، وهو: أنهم يخاطبون الغرائز والشهوات والفتن والنفوس في الأغلب الأعم ضعيفة أمام الفتن والشهوات إلا من رحم الله، وبالتالي: فالدعوة إلى الشهوة تلقى قبولاً أكبر بكثير من الدعوة إلى الانضباط، وحفظ العورات وتجنب الفتن، وغير ذلك.

وتابع "الشحات": إذا الذي يجب أن ننتبه إليه، وأن نبذل قصارى جهدنا فيه هو التوعية المبكرة المباشرة، وهذ التوعية تقطع أسبابا كثيرة من أسباب الوقوع في الفتنة، التي منها "الانبهار بالفتنة"، فعندما نسبق نحن إلى الشباب والفتيات ونعري لهم هذا النموذج وتحذرهم منه، وتبين لهم حقيقته، والعفن الذي فيه، فإذا عرض عليهم بعد ذلك هذا النموذج؛ فإنه يعرض عليهم وهو منزوع منه خاصية الإبهار، يعرض وهم يعلمون أنه مؤذ وضار، وفاسد ومدير.

واستطرد الكاتب والمفكر الإسلامي: فإن وقع فيه أحد بسبب شهوة، أو بسبب ضعف إيمان، أو غير ذلك؛ فيكون وقوعه فيه ليس خطيرا بالدرجة التي تكون ممن وقع فيه وقوع الانبهار بهذه الفتن، أو الذي غيرت هذه الفتن من تركيبته الداخلية والمنهجية المحركة؛ فصار مقتنعًا بها، وهذه أخطر من الأولى؛ أن الفتنة تتحول إلى قناعة، وليس مجرد وسيلة لقضاء الشهوة؛ فمثلا الدفاع عن الشذوذ الجنسي ليس مجرد استجابة لشهوة جنسية منحرفة، ولكن تحول الأمر عند المدافعين عن ذلك إلى قناعة بأن هذا حق واختيار لهؤلاء الشواذ، وأنهم لا بد أن يفسح لهم المجال في ذلك! وغير ذلك من الأمور التي نواجهها، وتكون إما بتغيير في القناعات الداخلية، أو تغيير في المبادئ والسلوكيات العامة الظاهرة، وكلا الأمرين تستطيع مواجهتهما بسلاح الوعي المبكر، والجهود المتضافرة في ذلك، يكون لها بفضل الله أثر جيد على الأقل في تأخير ودحر العجلة المتسارعة لنشر هذه الفواحش في بلادنا.