يخصصون عبادات ويجعلونها شرعا عاما.. "باحث": هناك فرق بين ما فعله الصحابة وما يحدثه المبتدعة من بعدهم

  • 52
الفتح - أرشيفية

قال شريف طه، الباحث الشرعي، إنه يجوز الدعاء بغير المأثور، ويجوز قراءة ما تشاء من القرآن في الصلاة، ويجوز أن تكرر آيات معينة لسبب مباح كمن لا يحفظ إلا هذه الآيات، أو يحب القراءة بها لأنها تؤثر في نفسه.

وتابع طه في منشور له عبر "فيس بوك" قائلا: ويجوز للمسلم أن يرقي غيره أو نفسه بأي دعاء مشروع مباح.

وأوضح الباحث الشرعي أن كل هذا الأصل فيه الحل والمشروعية، ولا يدخل في حيز البدعة، إلا لو اعتقد لفعله فضيلة، أو جعله سنة، أو دعا إليه غيره وجعله شرعا عاما، فعند ذلك يكون مبتدعا، محدثا في الدين.

ولا فرق في هذا بين عهد النبي صلى الله عليه وسلم وما بعده.

وتابع طه، قائلا: ومن هنا يتبين لنا أن عامة ما فعله الصحابة من جنس الصحابي الذي كان يختم بقل هو الله أحد، أو الذي حمد ربه بعد الرفع من الركوع، أو صلاة بلال عقب الوضوء ونحوه، ليست دليلا على الإحداث في الدين، لأنهم فعلوها على وجه جائز مباح.

وبين أن الفرق بين زمن النبوة وبعده في هذا، هو في إثبات فضيلة وسنية هذه الأفعال التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فضلها أو أقرهم على مشروعيتها، فصارت شرعا عاما مأذونا فيها لجميع الناس، ونعتقد فضلها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

وبهذا يعلم الفرق بين ما فعله الصحابة وما يحدثه المبتدعة من بعدهم، فإنهم يحدثون عبادات لم يأذن فيها الشرع، سواء في أصلها أو صفتها وكيفيتها، ومثل هذا يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم : (كل بدعة ضلالة).


وحذر الباحث الشرعي من أن المروجين للبدع  يعرفون البدعة بأنها ما أحدث من العبادات ويخالف كلام النبي صلى الله عليه وسلم، أما ما أحدث مما لا يخالف كلامه فهو بدعة حسنة. 

وأضاف: وهم بهذا يجعلون البدعة بمعنى الحرام، وبذلك يكون نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الابتداع لا يفيد معنى جديدا، فيكون قوله صلى الله عليه وسلم : (كل بدعة ضلالة) معناه : كل محرم فهو ضلال ومحرم! وهو عبث لا يتكلم به النبي صلى الله عليه وسلم.

واختتم الباحث الشرعي قائلا: ولكن البدعة هي شرع ما لم يأذن به الله تعالى، وطريقة مخترعة في الدين تضاهي الشرعية، أو  بشكل مبسط كل محدثة في الدين لا يدل عليها دليل شرعي صحيح.

مؤكدا أن كل عبادة لم يتعبدها النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي وانتفاء المانع ففعلها بدعة وضلالة.