قال شريف طه، الباحث الشرعي، إن التصوف الفلسفي أصله مستمد من فرقة الإسماعيلية الباطنية الفلسفية، موضحا أن هذه الفرقة تأثرت جدا بأفكار الفيلسوف أفلوطين، والذي كانت نظريته في الوجود تتلخص في ما عرف بالفيض، وهو أن واجب الوجود الأول منزه عن كل وصف، وأول ظهور له هو وهو الموجود الأول وهو العقل الذي فاض عن هذا الأول، وعن العقل فاضت النفس الكلية ومنه وجدت جميع العوالم.
وأوضح طه في منشور له عبر "فيس بوك" أن الإسماعيلية الباطنية أدخلت هذه الأفكار بخبث بين المسلمين، وكانوا يرومون في بداية الأمر تأسيس دولة لهم (قامت بالفعل وهي الدولة الفاطمية العبيدية) وبعد انهيارها ظل دعاتها يسعون لإعادة وجودها مرة أخرى.
وبين الباحث الشرعي أن هناك دلائل متعددة على اتصال ابن عربي بهذه الفرقة وتبنيه لأفكارها، وممن يذكر ذلك معاصره وبلديه (المسدي) كما ذكر ذلك عنه الذهبي مقرا له في ذلك.
وأضاف طه قائلا: وقد حكى الشيخ عماد الدين الواسطي كيفية استدراج هذه الفرق الباطنية أتباعهم بخبث واستعمالهم التدرج في تشريب أفكارهم لمريديهم، وممن حكى ذلك أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وكان من أبرز من فضح هؤلاء الباطنية، خاصة بعد أن اطلع على كتاب الفصوص، وأتته أخبار هؤلاء في مجالسهم الخاصة التي يدعون فيها لهذه الأفكار الباطنية.