عاجل

تحذير أمريكي من تعليق اتفاق تصدير الحبوب.. وفرنسا لا تستبعد الحوار مع بوتين

  • 34
الفتح - القمح أرشيفية

حذرت الولايات المتحدة من أن تعليق اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود سيؤثر على إمدادات الغذاء خاصة فى الدول النامية، فى وقت أعربت فيه فرنسا، أمس، عن عدم استبعاد الحوار مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فيما وصفت روسيا التكهنات بشأن استخدامها للسلاح النووى بأنها «سخيفة»، مؤكدة أنها قوة نووية مسئولة.

وأجرى وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بشأن «تصريحات روسيا» عن مصير تجديد اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود بحلول 17 يوليو المقبل.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية -فى بيان-: إن بلينكن وجوتيريش، أكدا «أهمية الاتفاق للأمن الغذائى العالمى، والآثار السلبية لتعليقه على إمدادات الأغذية، خاصة فى البلدان النامية».

وكان الكرملين أكد، الأربعاء الماضى، موقفه مجددا بأنه «لا توجد أسباب» لتمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، قائلا: إن الاتفاق، الذى توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة، لم يُنفذ بالشكل الصحيح.

من جهته، اتهم الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، روسيا باعتماد خيارات «لا تصب فى صالح المجتمع الدولى»، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أنه سيستجيب إلى الحوار مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين.

وقال ماكرون -خلال لقاء مع ثلاث وسائل إعلام فرنسية على هامش قمة «ميثاق عالمى جديد» التى تستضيفها باريس-: إن روسيا تعيش عزلة دولية، مشددا على ضرورة أن توقف موسكو الحرب (فى أوكرانيا) و«تحترم القانون الدولى».

وأضاف «إذا ما اتصل بى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سأجيبه». كما أشار إلى أن «روسيا شنت حربا إمبريالية على أوكرانيا وتحولت إلى قوة لزعزعة الاستقرار فى أفريقيا من خلال الاعتماد على ميليشيات خاصة تقوم بانتهاكات بحق المدنيين»، معتبرا أن «روسيا لا تعلب دورا مفيدا للمجتمع الدولى».

إلى ذلك، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بروسيا لقتلها 136 طفلا فى أوكرانيا خلال عام 2022، وأضاف قواتها المسلحة إلى قائمة عالمية لمرتكبى الجرائم، وذلك بحسب تقرير موجه إلى مجلس الأمن الدولى اطلعت عليه وكالة رويترز.

وذكر التقرير أن الأمم المتحدة تحققت من أن القوات المسلحة الروسية والجماعات التابعة لها شوهت 518 طفلا ونفذت 480 هجوما على مدارس ومستشفيات، كما استخدمت 91 طفلا دروعا بشرية.

كما أفاد التقرير بأن القوات المسلحة الأوكرانية قتلت 80 طفلا وشوهت 175 ونفذت 212 هجوما على مدارس ومستشفيات. ولكن لم يتم إدراج قوات كييف على قائمة مرتكبى الجرائم.

ولم يتم إدراج إسرائيل فى القائمة رغم أن التقرير أفاد بأن قوات الاحتلال الإسرائيلى قتلت 42 طفلا وأصابت 933 آخرين فى الأراضى الفلسطينية المحتلة خلال العام الماضى.

من جهته، قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى: إن روسيا شكلت مجموعات خاصة لجمع وإخفاء جثث الضحايا الذين قتلوا فى أعقاب انهيار سد كاخوفكا فى جنوب أوكرانيا هذا الشهر.

ووصف زيلينسكى فى خطابه المصور الوضع فى الأجزاء التى تسيطر عليها روسيا بالمنطقة بأنه «كارثى».

وقال الجيش الأوكرانى إن الوضع الوبائى فى المناطق المتضررة تدهور بشدة، خاصة فيما يتعلق بانتشار التهاب الكبد (إيه).

ميدانيا، قال سلاح الجو الأوكرانى -فى بيان-: إن الدفاعات الجوية أسقطت 13 صاروخ كروز أطلقتها روسيا فى الساعات الأولى من صباح أمس نحو قاعدة جوية عسكرية فى منطقة خميلنيتسكى بغرب البلاد، مضيفا أن الصواريخ أطلقتها قاذفات استراتيجية روسية من منطقة بحر قزوين.

فى المقابل، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن خدمات الطوارئ قولها إن شخصا قتل وأصيب آخر عندما قصفت القوات الأوكرانية طريقا فى منطقة زابوريجيا، مضيفة أن القصف وقع بالقرب من قرية نوفوهوريفكا.

وفى موسكو، أعلن جهاز الأمن الفيدرالى الروسى القبض على 5 أشخاص حاولوا تهريب كيلوجرام من مادة السيزيوم 137 المشع، «لاستخدامها فى إلحاق الضرر بمصالح روسيا فى إطار العملية العسكرية بأوكرانيا».

وقال الجهاز: إن المجموعة تمكنت ــ بتنسيق مع مواطن أوكرانى ــ من الحصول على كيلوجرام من السيزيوم 137، مقابل 3.5 مليون دولار بطريقة غير قانونية.

وأضاف أن المجموعة كانت تحاول تهريب المادة المشعة إلى خارج روسيا، لاستخدامها بهدف الإضرار بالمصالح الروسية والتأثير على سير العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا بإنتاج أسلحة دمار شامل واستخدامها لتشويه سمعة روسيا، وفق تعبيرها.

ويتسبب السيزيوم 137 فى إحداث حروق، وقد يؤدى إلى الموت إذا كانت نسبة الإشعاع مرتفعة، ويمكن أن يلوث الماء والأغذية، وعند تناوله ينتشر فى الجسم، وبمرور الوقت يتم طرحه مع البول، لكن الجسم يستغرق مدة طويلة للتخلص منه، إذ إن دورة «حياته» تبلغ 30 سنة.

إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الروسية «تاس» عن السفير الروسى فى واشنطن، أناتولى أنتونوف، قوله إن «التكهنات بشأن احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية التكتيكية سخيفة»، مشددا على أن موسكو «قوة نووية مسئولة».

واعتبر أنتونوف أن «مشروع قرار الحزبين (الديمقراطى والجمهورى) الذى قُدم إلى مجلس الشيوخ بشأن الرد على تهديد الأسلحة النووية التكتيكية الروسية فى بيلاروسيا «مظهر آخر من مظاهر الكراهية العمياء لروسيا».

وانتقد الدبلوماسى الروسى أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى الذين اقترحوا مشروع القرار، قائلا إن «النخبة الأمريكية تُظهر جهلا مطلقا فى المجال الاستراتيجى»، موضحا أن نشر روسيا لأسلحة نووية تكتيكية فى بيلاروسيا تم بناء على أسس قانونية ولا يشكل أى خرق لأى التزامات دولية. كما حذر من مواجهة مباشرة بين روسيا ودول الناتو بقيادة الولايات المتحدة».