عاجل

بعيدا عن خرافات الصوفية.. "داعية": كثير ممن يكرمهم الله بحسن الخاتمة من بسطاء الناس الطيبين

  • 50
الفتح - أرشيفية

قال شريف طه، الداعية الإسلامي، لو تأملت في أحوال كثير ممن يكرمهم الله بحسن الخاتمة، كمن يموت محرما ملبيا أو مصليا ساجدا َراكعا؛ وجدت أن أكثرهم من بسطاء الناس الطيبين، وتجدهم محافظين على الصلوات الخمس والعبادات التي فرضها الله تعالى، مع الإحسان للخلق ومعاملتهم بالأخلاق الفاضلة.

وكتب طه في منشور له عبر "فيس بوك" قائلا: الأمر عند الله تعالى لا علاقة له بالصور النمطية التي نشكلها في أذهاننا عن التدين أو الالتزام بالدين، فرب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره، ورب شخص مشهور بالعلم والدعوة يشار إليه بالبنان وهو من جثى جهنم، ونفس الأمر كذلك في الصور الذهنية التي يشكلها بعضنا حول العالم الشرعي، والتي قد لا تكون ملازمة طردا أو عكسا مع حقيقة الأمر عند الله تعالى.

وتابع قائلا: حينما قام الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بدعوته، كان أكثر العلماء الرسميين حينها، يرونه خارجا عن النسق والمنظومة التي يدور العلماء في فلكها، كونه نأى عن علوم المنطق وعلم الكلام ونحوها من العلوم التي ليست في حقيقتها من العلم الشرعي المراد حقا، وهو علم الإيمان والإسلام والإحسان، من غير التعمق والتوسع في بعض الفروع الذي صار شائعا في المتأخرين، وجعلوه هو اسم العلم ورسمه وحقيقته.

وأضاف طه قائلا: نفس الأمر كذلك في الصور الذهنية التي تشكلت حول الولي، فالخرافات الصوفية شكلت صورة ذهنية عن الأولياء لا علاقة لها بحقيقة الولاية والتقوى؛ فلا علاقة للولاية بالجنون ولا الدروشة، ولا التعري ولا القذارة ولا ارتكاب الفواحش والمحرمات، ولا يلزم أن بكون الولي منعزلا عن الخلق في مغارة او على سطح بيت، والصحابة كانوا سادات الأولياء ولم يكونوا على شيء من ذلك، بل كل مؤمن تقي هو لله ولي. 

واختتم قائلا: الأمر عند الله تعالى وفي نفس الأمر، لا يلزم أن يكون مطابقا لما هو شائع عند الناس، ويوم القيامة سنفاجأ بمن يخفض ممن نظن ارتفاعه ومن يرفع ممن نظن انخفاضه؛ فحقا هي {خافضة رافعة}.