عاجل

مصر وأديس أبابا يجددان إرادتهما السياسية لتجاوز الجمود الحالي حول السد الإثيوبي

  • 26
الفتح - سد النهضة أرشيفية

توصلت مصر وإثيوبيا إلى بيان مشترك أكدا من خلاله تعزيز التعاون الثنائي وتجاوز الجمود الحالي في مفاوضات السد، من خلال الشروع في مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان لملء سد النهضة وقواعد تشغيله، واتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي، وآبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا على بذل جميع الجهود الضرورية الممكنة للانتهاء منه خلال أربعة أشهر.

وتعهد الجانب الإثيوبي بعدم إلحاق ضرر ذي شأن بمصر والسودان، بما يوفر الاحتياجات المائية لكلا البلدين، أثناء ملء السد خلال العام الهيدرولوجي 2023-2024.

وجدد السيسي وآبي أحمد إرادتهما السياسية المتبادلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، انطلاقاً من الرغبة المشتركة في تحقيق مصالحهما المشتركة وازدهار الشعبين الشقيقين، بما يسهم أيضاً بشكل فعال في تحقيق الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة، وقدرة الدولتين على التعامل مع التحديات المشتركة "جاء ذلك خلال محادثات مؤخرًا على هامش قمة دول الجوار" التي استضافتها القاهرة مؤخرًا، ما يضع حدًا للمفاوضات المتعثرة التي استمرت لسنوات حول كيفية تقاسم مياه النيل دون إلحاق الضرر بالآخر.

محللون يرون أن جوهر الخلاف يكمن في الطريقة الأحادية التي انتهجتها أديس أبابا في طريقة ملء وتخزين بحيرة السد على مدى السنوات الثلاث الماضية، فضلاً عن حجم المياه أو التصريف التي ستطلقها إثيوبيا مع بدء التشغيل وذلك دون التوصل إلى اتفاق ملزم مع مصر والسودان، وهو ما يتطلب ضرورة التوصل إلى اتفاق عاجل وسريع لتحديد كمية التخزين بما لا يلحق ضررًا  بدولتي المصب.

يشار إلى أن إثيوبيا استغلت التوترات السياسية التي حدثت في 25 يناير 2011 وشرعت في بناء وتشييد السد الكبير دون وجود أي اتفاق مسبق مع دول المصب بالمخالفة للأعراف وقوانين الأنهار الدولية.

ولأهميتها الكبرى اعتبرت قضية المياه واحدة من القضايا المهمة خاصة بعد ما أصبحت الظاهرة المائية تشهد تسييسًا ملحوظًا في مختلف التفاعلات الدولية بصفة عامة والأمن القومي المصري والسوداني بصفة خاصة، حيث تعد المياه أحد المتغيرات الرئيسية التي تهدد علاقات حسن الجوار والتعاون الإقليمي فيما بين الدول المتشاطئة على أحواض الأنهار الدولية.

لذا أصبح سد النهضة من أكثر الملفات الشائكة في ظل تصاعد وتيرة الخلافات بين منابع النيل ودول المصب كما أنها أصبحت مثارة بشكل كبير بين الأوساط السياسية ليس فقط على الصعيد المحلي بل على الصعيدين الإقليمي والعالمي في الوقت نفسه.

جدير بالذكر أن المفاوضات استمرت أكثر من 11 عامًا بين الدول الثلاث، ومؤخرًا اتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد على الشروع في مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان لملء سد النهضة وقواعد تشغيله، وبذل جميع الجهود الضرورية للانتهاء منه خلال أربعة أشهر، حسب بيان مشترك.