• الرئيسية
  • تقارير وتحقيقات
  • صناعة العسل الأسود تبحث عن التطوير لتفادي البطالة الموسمية.. أبحاث جديدة لاستخدام الذرة الرفيعة.. ومطالب بالتوسع في زراعتها

صناعة العسل الأسود تبحث عن التطوير لتفادي البطالة الموسمية.. أبحاث جديدة لاستخدام الذرة الرفيعة.. ومطالب بالتوسع في زراعتها

  • 38
الفتح - صناعة العسل الأسود أرشيفية

تشتهر محافظات الصعيد، خاصة محافظة المنيا وبالأخص مركز ملوي، ومحافظة قنا وبالأخص مركز نجع حمادي، بزراعة قصب السكر وهو ما نتج عنه رواج صناعة العسل الأسود، الغني بالقيمة الغذائية؛ لاحتوائه على نسبة عالية من عنصر الحديد المفيد في محاربة الأنيميا أو ما يعرف بفقر الدم. 

وطالب عدد من أصحاب عصارات العسل بمحافظة المنيا، بضرورة تطوير المنتج، خاصة أن المادة الخام لا يجري استيرادها من الخارج، كونها متوفرة بنسبة 100%؛ إذ تجري زراعة قصب السكر على مساحة 32 ألف فدان تقريبًا وتصل إنتاجية الفدان الواحد نحو 38 طنًا، وتنتج العصارات 100% من العسل الأسود بالمنيا.

وتغلب البدائية الشديدة على العصارات التي تصنع العسل الأسود من حيث بيئة الصناعة، والأدوات والمعدات المستخدمة، والابتعاد بشكل كبير عن القواعد الصحية والبيئية السليمة من حيث تداول العصير، وأماكن الطبخ، والتعبئة، والنقل، والتداول، وهو ما دعا تكتل صناعة العسل الأسود لوضع خطة للارتقاء بالعصارات، وفتح باب التراخيص للعصارات التي لم تقدم أوراقها للحكومة؛ إذ تم تنظيم لقاء مع أصحاب العصارات؛ بهدف تعريفهم على إجراءات ومتطلبات التراخيص سواء المقامة داخل الحيز العمراني، أو خارجه، والتسهيلات التي تقدمتها الدولة، من أجل النهوض بالصناعة ودعم العاملين بها.

وتسعى محافظة قنا من خلال تكتل صناعة العسل الأسود، الذي يعتبر واحدًا من أهم التكتلات التي يستهدفها برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، لتطوير 200 عصارة في ثلاثة مراكز رئيسة هي (نجع حمادي، وفرشوط، وأبوتشت)؛ نظرًا لأن تطوير الآلات والمعدات الخاصة تسهم في تحسين جودة المنتج النهائي بما يسمح بإمكانية تصديره للخارج، وإعداد خطة للمنافسة في الأسواق الخارجية بمنتجات صغار المصنعين.

ومن جهته، أشار الدكتور علاء شاكر، مدير برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، إلى تشكيل لجنة تسيير التراخيص بعد دراسة مستفيضة لكل الجوانب المتعلقة باحتياجات القطاع؛ والتي وجدت أن من أهم التحديات أمام القطاع عدم تبعيته للقطاع الرسمي؛ مما يعوق حصول العاملين به على بعض الخدمات والميزات مثل التمويل، والدعم الفني، وتسويق المنتجات، موضحًا أن اللجنة تهدف إلى تقديم الدعم الفني والإداري لمُلّاك العصارات الراغبين في التحويل من القطاع غير الرسمي إلى الرسمي، إذ إن إدخال الوسائل التكنولوجية سيعزز جودة المنتج ومطابقته شروط التصدير لدول الاتحاد الأوروبي.

كما تعمل غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات على وضع استراتيجية لتطوير صناعة العسل الأسود، بالتعاون والشراكة مع مركز تحديث الصناعة وهيئة التنمية الصناعية والمجلس التصديري للصناعات الغذائية؛ وأكد أشرف الجزايرلي، رئيس مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية، أنّ استراتيجية تطوير الصناعة بالوجه القبلي شملت حل جميع مشاكل التراخيص، وتوفير التمويل المناسب، وآليات وبرامج لتطوير وتعظيم سلسلة القيمة لمنتج العسل الأسود عالي الجودة والمطلوب من المستهلكين؛ للوصول إلى وحدات إنتاجية مطابقة لمعايير سلامة الغذاء، مشيرًا إلى أن الاستراتيجية تعتمد أيضا في عملية التطوير على إعداد تصميم خط إنتاج مبسط من "الاستانلس ستيل" وتصنيعه كنموذج أولى بهدف تعميمه في باقي العصارات بالوجه القبلي، من خلال اتباع وسائل الإنتاج الحديثة، وكل ما من شأنه رفع الإنتاجية.

وبلغت إحصائيات إنتاج العسل الأسود في الصعيد نحو 25 ألفًا و450 طنًا، من 277 عصارة غالبيته يستهلك محليًا وبعضه يصدر للخارج، إلا أن الصناعة موسمية؛ إذ تعتمد على محصول قصب السكر الناضج الصالح للاستخدام؛ ولذلك تتمثل فترات تشغيل العصارات من شهر ديسمبر إلى أبريل أو مايو من كل عام، مما يسبب بطالة موسمية للعمال في هذه الصناعة، وأيضًا تحدث حالة عدم استقرار لأسعار العسل، وهو ما جعل محافظة قنا تبدأ تنظيم ندوات في كليات الزراعة وفي الجمعيات الأهلية؛ للبدء في استخراج العسل الأسود من الذرة الرفيعة بجانب قصب السكر.

وقال الدكتور أحمد زكي أبو كنيز، بمركز البحوث الزراعية بالقاهرة، والذي أدار ندوات لاستخراج العسل الأسود من الذرة الرفيعة: إن الهدف هو تحويل الصناعة إلى دائمة باعتماد محصولين، والتوسع في زراعتهما، وهما: الذرة الرفيعة، وقصب السكر، وذلك من أجل تشغيل الأيدي العاملة، مشيرًا إلى أنه تمت مطالبة وزارة الزراعة بالتوسع في الأبحاث لاستخراج العسل الأسود من الذرة الرفيعة؛ نظرًا لقلة المساحة المنزرعة منه والاعتماد عليه كعلف.