عاجل

باحث الشرعي: من أعظم ما أضر الدين هو تأثر بعض رجاله بالفلاسفة

  • 32
أرشيفية

قال شريف طه، الباحث الشرعي، إن من هدي السلف قلة الكلام وكونه على قدر الحاجة، وكثرة العمل؛ مؤكدا أن لهذا الأدب أدلته من الوحي، فالنهي عن كثرة السؤال، والجدل والقيل والقال، والتقعر، والتكلف، والثرثرة والتشدق.. إلخ هذه المعاني معروفة في الأحاديث النبوية.

وكتب طه في منشور له عبر "فيس بوك"، قائلا: وقد كان الصحابة يعجبهم أن يأتي الرجل من البادية حتى يسأل النبي صلى الله عليه وسلم فيتعلمون من الجواب، وذلك لأنهم نهوا عن السؤال إلا لحاجة، موضحا أن هذا الأدب ظل موجودا حتى بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ظل ابن عباس مترددا أن يسأل عمر رضي الله عنه عن تفسير {إن تتوبا إلى الله}، ومعروف قصة عمر رضي الله عنه مع صبيغ بن عسل، لما رآه يسأل سؤال متعنت متكلف، وليس سؤال متعلم مسترشد.

وتابع الباحث الشرعي، قائلا: وهذا الأمر سيكون له أثره بعد ذلك في الموقف من كتابة الكتب، فمثلا كان الإمام أحمد لا يحب كتابة غير الحديث، ويكتفي بأن يشتغل الفقيه بإفتاء الناس في نوازلهم على قدر ما يحتاجونه، وأكثر المتقدمين كره التوسع في الكتابة بغير حاجة، أو التعمق في العلوم التي لا فائدة من ورائها. (راجع كتاب : اقتضاء العلم العمل).

ونوه طه قائلا: ستجد أن أعظم الفقهاء والأطباء والملوك والساسة والعباد والزهاد ورجال الأعمال (الناجحون عموما) لم يكثروا من الكلام حتى يصلوا لهذه النتيجة، وإنما غلب عليهم العمل.

وأفاد طه قائلا: أكثر الناس كلاما وجدلا، هم الفلاسفة، وأكثر كلامهم لا منفعة من ورائه، ومن أعظم ما أضر الدين، هو تأثر بعض رجاله بالفلاسفة، وعدم التزامهم بهذه التوجيهات الصارمة في النهي عن الجدل وكثرة الكلام، فاشتغلوا بعلم الجدل الذي سموه علم  الكلام!.

واختتم قائلا: هذا المعنى أشعر أننا مقصرون في إعطائه قدره المناسب، وفهمه بعمق دون أن يحول بيننا وبين ذلك التأويلات المعروفة التي تفرغ هذه النصوص من مضمونها.