باحث شرعي لـ"الفتح": عدم خدمة الزوجة لزوجها فتوى شاذة.. ومروجها لن يطبقها في بيته

"الصافي": النبي ﷺ رضي بخدمة ابنته فاطمة لعلي بن أبي طالب فمن أشرف منزلة من ابنة رسول الله؟

  • 60
الفتح - يحيى الصافي، الباحث في العلوم الشرعية

أكد يحيي الصافي، الباحث في العلوم الشرعية، أن الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة لا تقوم على الحقوق والواجبات فقط، وإنما تقوم على المعاشرة بالمعروف والكرم والفضل، وأن الفتاوى التى تخرج بين الحين والآخر، لاسيما ممن ينتسبون للعلم الشرعي، ويقولون: إن المرأة غير مُلزمة بخدمة زوجها، إنما هم يأخذون بأقوال شاذة حتى وإن نُسبت لبعض أهل العلم.

وخاطب "الصافي" القائلين بهذه الأقوال الضعيفة "فماذا عنكم هل تنزلون زوجاتكم على فتواكم الشاذة وترضون بعدم خدمتهن لكم؟"، مضيفا -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"- أن أهل العلم يرون أن خدمة الزوجة لزوجها سنّة وعادة مرعية، توافق عليها أهل الإسلام، بداية من عصر النبوة، فلقد قضى النبى -صلى الله عليه وسلم- بين علي بن أبي طالب وابنته فاطمة -رضي الله عنهما- فجعل خدمة الداخل أي البيت على فاطمة، وجعل خدمة الخارج على علي، ولم يقل لابنته ليس عليك خدمة وإلا فمن أشرف من ابنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وريحانته! 

وأوضح أن النبى -صلى الله عليه وسلم- رأى أثر خدمة أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- للزبير وخدمة فرسه وعلفه ولم ينكر على الزبير، أو يقول أشقيت ابنة صاحبي، مشيرا إلى أن العادات العرفية المباحة والتى فيها حُسن تبعُل تعد شروطًا واجبة متى تم الزواج وهى شروط عرفية فإن المعروف عرفُا كالمشروط شرطًا وفى الحديث الشريف: "إن أحق ما وفيتم به الشروط ما استحللتم به الفروج".

وقال "الصافي": إننا نقول لهؤلاء لو قلتم بعدم وجوب خدمة الزوجة لزوجها استنادًا لقول بعض أهل العلم وتقليدا لهم، فإن هؤلاء العلماء لا يوجبون على الزوج علاج زوجته إذا مرضت، وهذا أيضًا كلام غير صحيح حتى لو كانت المرأة تعمل وتستطيع أن تعالج نفسها فلا يجب عليها ذلك، إنما يجب على زوجها؛ لأنه من جملة الواجبات التي تقع على الزوج وهي من استحقاقات القوامة.

وكانت دعوات مضللة قد خرجت من البعض تُحرض الزوجة على عدم خدمة زوجها، بالاستناد إلى أقوال شاذة تهدف إلى هدم البيوت المسلمة وعدم استقرارها. 

بدورها، توجهت "الفتح" بسؤال لبعض النساء عن وجهة نظرهن في هذه الأفكار الهدامة لبيوت المسلمين، فقالت "ماجدة علي": طول عمرنا نخدم أزوجنا ويخدمونا، فما الجديد وما الذي يحدث، هذه قلة بركة وبطر، لو سرنا على الفطرة ومنهج الإسلام سنرتاح.

وأضافت "جهاد هادي": المستفز جدًا أن نفس الأصوات تطالب المرأة بأن "تسحل" نفسها في سوق العمل حتى تحقق ذاتها بزعمهم.

وقالت "أم سفيان أبو خطيب": زوجي جنتي هو وأهله على رأسي وأخدمه بعيني، وأقول لمروجي هذا الكلام: قدوتنا أمهات المؤمنين والصحابيات -رضي الله عنهن.