"بسيوني": الزواج ليس نزهة لقضاء شهوة عابرة بل مسئولية مستمرة تحتاج إلى مؤهلات حقيقة

العبودية هي وظيفة العمر المصاحبة للإنسان في كل مراحل حياته: الشباب والدراسة والتخرج وتكوين الأسرة

  • 45
الفتح - الزواج أرشيفية

قال المهندس سامح بسيوني، رئيس الهيئة العليا لحزب النور: إن هناك آليات لاختيار شريك الحياة، مؤكدا أن الغاية من الزواج أنه أحد محطات العبودية لله؛ فهو أحد أركان الرؤية التأهيلية الشاملة لصناعة الفرد النافع وبناء المجتمع الصالح، مضيفا أن بناء الفرد هو الخطوة الأولى لبناء الأمة فبناء فرد يساوي بناء أمة، موضحا أن هذا البناء لا يُتحصل عليه إلا عبر بناء رئيس وسيط وهو بناء الأسرة السوية في "متسلسلة التغيير" وهي (إيجاد الفرد المسلم - إيجاد الأسرة المسلمة - إيجاد الطائفة المؤمنة - إيجاد المجتمع الصالح).

وأكد "بسيوني"، خلال كلمته في الندوة الثقافية التي نظمها حزب النور بالإسكندرية بعنوان "نحو مستقبل مشرق"، أن هذه  السلسلة هدفها الذي يجب أن نتفق عليه جميعا في كل مراحلها هو تحقيق العبودية؛ فالعبودية هي وظيفة العمر المصاحبة للإنسان في كل مراحل حياته (الشباب - الدراسة - التخرج - تكوين الأسرة)، مشيرا إلى أن الزواج على هذا يعتبر وسيلة من وسائل التغيير وتحقيق العبودية، وسبب من أسباب الخيرية والسبق إلى الله، ونعمة من أجل النعم التي ينعم الله بها على عبده، ومرحلة يبنى عليها ما بعدها من استقرار وسكن أو اضطراب وقلق.

وأوضح أن الزواج ليس نزهة عابرة لقضاء شهوة عابرة، بل هو مسئولية مستمرة تحتاج إلى مؤهلات حقيقة؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج"، و"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، و"تنكح المرأة لأربع، لدينها ومالها وجمالها وحسبها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك"؛ لذلك فأول مؤهلات الزواج، القدرة على الباءة؛ والباءة تشمل: القدرة الجسدية، ومنها: حفظ الجسد والحذر من الإباحية والعادة السرية.. الخ، والقدرة المالية وهي ضبط دوائر الضروريات والحاجيات والتحسينيات، قال -صلى الله عليه وسلم-: "أقلهن مهرا أكثرهن بركة"، وتنمية المهارات لتحقيق دخل جيد.

وأضاف "بسيوني": والقدرة النفسية وهي التأهيل النفسي ومعرفة الخصائص النفسية للطرف الآخر، وتحمل المسئولية؛ فالأمر ليس مرحلة ترفيهية، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته"، لافتا إلى أن النجاح في المسئولية يحتاج إلى تحقيق المعية، وتحقيق المعية لها مقومات ضرورية، قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ".

وبين رئيس "عليا النور" أن من  أُسس اختيار شريك الحياة: الدعاء، قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾، وجاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ولا يرد القدر إلا الدعاء"، والاستشارة، "لا خاب من استشار"، ويكون ذلك باستشارة أهل الرأي والمشورة، واستشارة الوالدين والحرص على رضاهم في هذا الأمر، وكذلك الاستخارة المستمرة ودعاء الاستخارة مع كل نفل "ما ندم من استشار ولا خاب من استخار".