موضحا ثمار التعبد لله.. "مخيون": من أهمها الثبات والمعونة من الله والمدافعة والكفاية والقوة

العبرة بالاستقامة والعمل لأن الله عز وجل لا يُثبت الكُسالي

  • 60
الفتح - الدكتور يونس مخيون، رئيس مجلس شيوخ حزب النور

قال الدكتور يونس مخيون، رئيس مجلس شيوخ حزب النور: إن الدعوة هي منظومة متكاملة تقوم على تبليغ دين الله للناس كافه وتعتمد على أمور وركائز مهمة لابد أن نربي أنفسنا عليها ونغرس هذا في نفوس من نربيهم، مؤكدا أن من أهم هذه الركائز الجانب التعبدي والمقصود به الاهتمام بالعبادات والطاعات فلابد أن يكون المسلم صاحب عبادة، ومجتهد في الطاعة، وهذا الاجتهاد له ثمرات عظيمة في الدنيا والآخرة.

وأوضح "مخيون" -خلال كلمته بالندوة التثقيفية التي نظمها حزب النور بالبحيرة، اليوم السبت- أن أول ثمرة من ثمرات العبادة هي الثبات، خاصة في هذا الوقت المليء بالفتن والشبهات والانحرافات فلا يوجد أحد كبير على الفتن لذلك نحن في أمس الحاجة للأخذ بأسباب الثبات فالعبرة بالاستقامة والعمل؛ لأن الله -عز وجل- لا يُثبت الكُسالي، مضيفا أن مدد الله ومعونته هو الثمرة الثانية من ثمرات التعبد، فالداعية إلى الله في أمس الحاجة إلى معونة الله واستجلاب المعونة لا يكون إلا بالطاعة قال تعالى: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

وتابع: والثمرة الثالثة هي مدافعة الله -عز وجل- عنك وما أحوجنا إلى مدافعة الله عنا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فيما يروي عن رب العزة: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)، قائلا: ما أكثر المهاجمين اليوم للدعوة سواء العلمانيين أو غلاة الصوفية أو الملحدين وغيرهم ممن يتربصون لهذه الدعوة المباركة.

وقال "مخيون": والثمرة الرابعة هي الكفاية من الله تعالى يقول -عز وجل- ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾، والكفاية من الله تكون باتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- وكلما زاد الاتباع زادت الكفاية من الله لذلك ورد عن أبي بكر قوله "إني أخشى إن تركت شيئا كان يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أزيغ"، مؤكدا أن بعض الجماعات فرطت كثيرا في الأمور الشرعية وقدمت تنازلات شرعية بحجة العمل السياسي وهذا مما كان يزينه الشيطان.

وأشار رئيس "شيوخ النور" إلى أن الثمرة الخامسة هي القوة والزاد فالدعوة تحتاج إلى شحن، وخصوصا وسط هذه الفتن والأمواج التي تعصف بنا والزاد هو الذكر، والذكر يعطي القوة لمواصلة الطريق وهو من أهم أسلحة النصر للمؤمنين، مؤكدا أنه مهما أوتينا من الأسباب المادية لن ننتصر بغير الله -عز وجل-، والعاقل من اتعظ بغيره.

وأضاف: والثمرة السادسة من ثمرات التعبد هي أن الإنسان يكون قدوة، فنحن بحاجة إلى دعاة سلوكهم منضبط؛ لأن  تأثيرهم سيكون أقوى، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان قدوة في كل المجالات، لذلك كان له أثر كبير على الناس.

وأكد رئيس "شيوخ النور" أن من الركائز التي يجب أن نتربي عليها هي الجانب الأخلاقي والسلوكي؛ فالأخلاق أصل قيام المجتمعات وبقائها وازدهارها وتطورها، والأخلاق هي ثمرة عقيدتنا وطريقنا لإعداد جيل قادر على مواجهة التحديات، والأخلاق هي مجموعة المبادئ والسلوكيات التي تنظم حياة الأفراد وعلاقاتهم ببعضهم البعض في المجتمع، وينتج عن الالتزام بها سعادة البشرية، موضحا أن التربية المنهجية على العقيدة الصحيحة هي أيضا من الركائز التي يجب التربية عليها، ولابد من أن تتعلم أصول الدعوة، ودراسة قضايا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقضايا الإيمان والكفر، ولابد أن يتم دراسة هذه القضايا بشكل موسع بسبب كثرة الانحرافات الموجودة فيها.