عقب المهندس أحمد الشحات الكاتب والباحث في القضايا الشرعية، على تصريح أحد المفتين بأن الزوجة ليس واجبًا عليها خدمة زوجها، قائلًا: إن مثل هذه الفتاوى الشاذة تجهل الشرع و لا تراعي الواقع، وإنما تضع نصب عينيها خطب ود الجماعات والكيانات النسوية فقط، وأنها نوع من أنواع الغزل لهذه الكيانات.
وتساءل الباحث في تصريح لـ"الفتح": "هل من أفتى بهذه الفتوى في واقعه وفي بيته يلتزم ما يقوله أم غير ذلك، وإذا كان يلتزم ذلك فليحدثنا متى يعمل ومتى يجيء، وما الدور الذي تقوم به زوجته في المنزل إذا كانت هي غير ملزمة بمثل هذه الأمور، وهل هو ملزم بها وإذا كان هو غير ملزم وهي غير ملزمة، فمن الملزم ومن الذي سيقوم بهذه الأعمال، أم أنه عنده من المال ما يمكن أن يستخدم به خادمة أو خادم يقوم بهذه الاعمال".
وأوضح أحمد الشحات، أن مشكلة هذه الفتاوى أنها إن اعتمدت على شيء من أقوال الفقهاء فهي تجتزئه وتبتره وتنزعه من سياقه، ومضيفًا أنه إن كانت الزوجة غير ملزمة بذلك فهل هو ملزم أن يأتي لها بخادم، متساءلًا: "فهل صاحب التصريح يفعل ذلك وهل الواقع الذي نعيشه قد تصالح على ذلك وعلم الناس أن من يتزوج فان زوجته لن تعمل لا في خارج المنزل ولا في داخله وهل هذا هو العرف السائد الذي تصالح عليه الناس".
وأكد الشحات أن من قال ذلك لن يجد من أقوال الفقهاء ما يسعف ما ذهب اليه، مضيفًا أنه غاية ما هنالك أنه قد اجتزأ الكلام وبتره من سياقه دون أن يذكر باقي التفاصيل.
وأردف أن من يقول إن الزوجة غير ملزمة يجب أن يقول أيضًا أن الزوج غير ملزم، متساءلًا: "فلماذا أبرز أن الزوجة غير ملزمة وأغفل أن الزوج غير ملزم؟"، مؤكدًا أن الغرض من هذه الفتاوى ليس إصلاح البيوت وليس ترميم العلاقات أو الشروخ التي قد توجد في الأسر إنما هي إرضاء الجماعات النسوية وخطب ودها".
وشدد الباحث أن هذا المتكلم منفصل عن الواقع تمامًا ولا يقدم حلول للمشكلات العميقة والمتزايدة التي تحدث في الأسر المصرية التي زادت في هذه الأوقات.
وبيَّن أن العدد المتزايد في حالات الطلاق أحد أسبابه الحيف والظلم والبعد عن الشرع بمثل هذه الفتاوى الباطلة.