• الرئيسية
  • الأسرة والطفل
  • محذرًا من بث الغرب لمفاهيم النسوية.. بسيوني: البناء الأسري الإسلامي هو مِن أعظم عوامل قوة المسلمين عبر العصور

محذرًا من بث الغرب لمفاهيم النسوية.. بسيوني: البناء الأسري الإسلامي هو مِن أعظم عوامل قوة المسلمين عبر العصور

المجتمع في أشد الحاجة لغرس القِيَم، وحِفْظ رباط الأسرة وحمايتها من التفكك والضياع

  • 44
الفتح - المهندس سامح بسيوني الكاتب والداعية الإسلامي

قال المهندس سامح بسيوني الكاتب والداعية الإسلامي، إن الأسرة هي المحضن الأول لبناء الإنسان، وبقاء النوع البشري واستمراره، ولا تستمر الحياة، ولا تعمَّر الأرض ويتكاثر الجنس البشري إلا بوجود الرابطة الأُسَريَّة بين الذكر والأنثى، وتلك سنة الله في جميع الكائنات.

وأوضح بسيوني في مقال له نشرته الفتح بعنوان "الأسرة بين الإسلام والغرب"، أن المجتمع الإنساني اليوم في أشد الحاجة لغرس القِيَم، وحِفْظ رباط الأسرة وحمايتها من التفكك والضياع؛ منبهًا إلى أن الأسرة تتعرَّض إلى مخاطر جسيمة، وتواجه تحديات كبيرة على جميع المستويات قد تؤدي إلى انهيارها.

ونوه الداعية إلى أن مفهوم الأسرة وأهميتها يختلف في الفكر الإسلامي، وفي المجتمعات الإسلامية -طبقًا لرؤية الإسلام- عنه في الفكر الغربي الليبرالي المسيطر على المجتمعات الغربية؛ موضحًا أن المجتمع الإسلامي تعظّم ثقافته الدينية مؤسسة الأسرة، وتحيطها بمنظومة من القِيَم الأخلاقية والقواعد الشرعية التي تحافظ على قوتها وفعاليتها، حيث تعد الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع، وبصلاحها يصلح المجتمع كله؛ ويُعد تكوين الأسرة في الإسلام أحد حلقات تحقيق العبودية لله -تعالى-، والتي خَلَق الله الخلق مِن أجلها.

وأكد الكاتب أنه معلوم أن الأسرة في الإسلام تُبنى بين ذكر وأنثى لكلٍّ منها خصائصه التي تميزه، وقد تميز كلٌّ مَن الرجل والمرأة بخصائص ومَلَكَات وقدرات بدنية ونفسية، تجعل كلَّ واحد منهما منوطًا بصلاحياتٍ مناسبة له لأداء وظائف حياتية وحيوية معينة، لا يستطيع الآخر القيام بها، وهي سنة الله في الخلق جميعًا.

وأضاف الداعية أن التنكر لتلك الفروق والخصائص، غير جائز عقلًا وشرعًا وطبعًا؛ لما فيه من امتهان للفطرة وإنكار لظواهر طبيعية، بل إن العدالة والمصلحة تستوجب مراعاة تلك الخصائص الفطرية الطبيعية لكلٍّ من الرجل والمرأة، عند تقرير المسئوليات والتبعات والوظائف، التي يكلَّف بها ويؤديها كلٌّ منهما.

وأردف أن الشريعة الإسلامية تُوجِّه إلى ضرورة تحمل المسئولية الجماعية؛ للحث على تكوين الأسر المستقرة، وذلك بالعمل على وضع الخطط والمناهج الصالحة للتشجيع على الزواج، وحل المشكلات المادية التي تعترض الزواج (كالسكن والبطالة، إلخ)، والتأكيد على عدم المغالاة في المهور، والإسراف في حفلات الزواج، ومحاربة العادات السيئة في مظاهرها.

وتابع: "المستقر عند الجميع، -حتى عند أعداء الأمة- أن البناء الأسري الإسلامي هو مِن أعظم عوامل قوة المسلمين عبر العصور؛ لذا نجدهم يعملون بكلِّ ما أتوا من قوة -في محاولات مستمرة- على هدم بنيان الأسرة المسلمة عن طريق بث مفاهيم النسوية والذكورية في المجتمع، وإشعال نار الصراع الدائم بين الرجل والأنثى من خلال التغلغل الإعلامي، أو عن طريق منع الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوج والزوجة في الأسرة من خلال ما يقدَّم من مشاريع قوانين في البرلمانات العربية والإسلامية تتبناها المنظمات النسوية، أو منظمات المجتمع المدني ذات التمويل الغربي، والتي تهدف إلى تصعيب الزواج وبناء الأسر، أو إلى تفخيخ العلاقة بين الزوج وزوجته في الأُسَر القائمة، كأحد أهم وسائل تحقيق الفوضى المجتمعية التي تعد البديل التكتيكي عند الغرب الآن الممهِّد لمشروع الفوضى الخلاقة الإستراتيجي عندهم، والمراد لتقسيم الدول العربية والإسلامية -عافانا الله من شرهم-".