بريكس.. محطة انطلاق لتحولات في السياسة العالمية

سعي لكسر هيمنة الدولار.. وطموحات عربية بالانضمام إلى المجموعة الدولية

  • 42
الفتح - بريكس أرشيفية

اختتم تحالف "بريكس" الذي يضم 5 اقتصادات ناشئة في جنوب إفريقيا -الخميس الماضي- والتي تمثّل نحو رُبع ثروة العالم، وتمثّل بريكس الآن 23% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و42% من سكّان العالم، وركزت القمة على فكرة تشكيل عالم متعدد الأقطاب قائم على العدالة والمساواة ومراعاة المرجعية الدولية، وتقوية سلاسل الإمدادات والانتقال إلى العملات الوطنية في التسويات لكسر هيمنة الدولار، مع مناقشة توسع الحلف الاقتصادي.

وشارك في  القمّة مسؤولون من حوالي 50 دولة أخرى في برنامج "أصدقاء بريكس" الذي عُقد في مركز للمؤتمرات في ساندتون بجوهانسبرغ، وتُعقد قمة بريكس هذا العام تحت عنوان "بريكس وإفريقيا: شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة".

وأعلنت جنوب إفريقيا أن أكثر من 40 دولة أبدت اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة، فيما قدّمت 23 دولة طلبات رسمية لذلك، وأكثر من 16% من التجارة العالمية، وتعتبر نفسها بديلاً عن الهيمنة الاقتصادية الغربية.

ويضم التحالف حاليًا البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، ويهدف إلى أن يصبح "بريكس بلس" وأن يستوعب العديد من الأعضاء الجدد، وتأتي القمة في وقت لافت للغاية في خضم الحرب الروسية الأوكرانية، والمطالبات بكسر الهيمنة الغربية على الاقتصاد، وإنهاء هيمنة الولايات المتحدة على قيادة العالم.

ملفات على الطاولة

ومن أبرز الملفات التي تناولتها القمة التي عُقدت في جنوب إفريقيا، ملف توسع القمة لتشمل أعضاءً جددًا، فبعد تراجع أولوية ضم دول جديدة للمجموعة التي تشكلت في عام 2009، توجد حالياً مجموعة من 23 دولة راغبة في الانضمام، لكن هذا الملف يثير خلافًا داخليًا فالصين تؤيد التوسع، لكن الهند والبرازيل لهما موقف معارض. 

أما قضية الحرب الروسية – الأوكرانية فباتت حاضرة على أجندة غالبية الفعاليات الدولية، أما أحدث الأزمات على طاولة القمة فهي التوترات السياسية في غرب إفريقيا انطلاقا من انقلاب النيجر وانعكاساته على أمن الساحل الغربي لإفريقيا.

بركيس والدول العربية

وأبدت دول عربية اهتماماً بالانضمام إلى المجموعة، وقدّمت الجزائر ومصر والسعودية والإمارات إضافة إلى البحرين والكويت طلبات رسمية للانضمام إلى مجموعة بريكس.

وأشار مسؤولون في جنوب إفريقيا إن المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر من 20 دولة تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى مجموعة البريكس في توسع محتمل آخر، ودخول ثاني أكبر منتج للنفط في العالم في كتلة اقتصادية مع روسيا والصين من شأنه أن يلفت الانتباه بوضوح من الولايات المتحدة وحلفائها في مناخ جيوسياسي شديد البرودة، ووسط تحرك بكين الأخير لممارسة بعض النفوذ في الشرق الأوسط. 

ويؤكد مراقبون أن أي توسع لبريكس يعد انتصارًا للرؤية الروسية والصينية للكتلة كموازنة لمجموعة السبع، وقد يشهد العالم حال توسع البريكس تكتلًا اقتصاديًا كبيرًا، قادر على موازنة قيادة العالم.

حيث يكمن جزء من أهمية مجموعة بريكس في امتلاكها النفط والقمح والمعادن واسعة الاستخدام مثل الحديد، أو المعادن النادرة المستخدمة في الصناعات التكنولوجية، في حين تستمد الولايات المتحدة قوتها من قوة الدولار وامتلاكها احتياطيات ضخمة من الذهب، تعادل نحو ضعف ما تمتلكه روسيا والصين مجتمعتين.

تحدي الهيمنة الغربية 

من جهته قال أحمد المالكي، الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية والقضايا السياسية، إن مجموعة البريكس تمثل طموحًا مهمًا للعديد من الدول حول العالم التي تعاني من انعكاسات الهيمنة الغربية على الاقتصاد العالمي، وتحكمها في المجريات السياسية، وهو ما نراه في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية بشكل خاص، متوقعًا أن تعكس القمة الحالية حالة من الموازنة بين أمريكا والغرب من جهة وبين مجموعة البريكس التي تتزعمها الصين والهند والبرازيل وروسيا وجنوب إفريقيا.

وشدد المالكي على أن القمة الحالية في جوهانسبرج تسعى لمحاولة خلق نظام عالمي جديد يساعد الدول على الخروج من نظام سيطرة الدولار وإلغاء ما يعرف بالدولرة التي جعلت العالم يعاني اقتصاديًا وبسبب تحكمات الدول الغربية في مؤسسات مالية عالمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد وفرض سياساتها على الدول وهذه السياسات في الأغلب تكون ضد الشعوب وتجعلهم يعانون أكثر بالإضافة إلى استخدام الغرب سياسة الكيل بمكيالين والتمييز في المعاملة مع الدول الإفريقية والدول الفقيرة.

ولفت المالكي إلى أن اجتماع البريكس يعد أملًا لدول كثيرة تسعى إلى الانضمام إلى هذا التجمع، لافتًا أن هناك ٤٠ طلبًا من دول تسعى للدخول في منظمة البريكس وتوجد دول إفريقية أعلنت رغبتها الانضمام إلى هذا التجمع ومن هذه الدول مصر والجزائر وتم دعوة أكثر من ٦٩ شخصية من أكثر من ٣٠ دولة في إفريقية وأيضًا شخصيات من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي للمشاركة في اجتماع البريكس في جوهانسبرج .