ماذا يفعل العاصي إذا رأى شخصا يذنب في العلن؟ داعية إسلامي يجيب

  • 22
الفتح - أرشيفية

قال محمد سعد الأزهري، الداعية الإسلامي، إن من ظاهره التدين لا يلزم منه أن يكون بلا ذنب في العلن أو الخفاء، بل هو يطيع ويعصي ويتوب ويُذنب، ويصيب ويخطئ، وقد تكون عنده موبقات ليست عند من ليس ظاهره التدين.

وبين الأزهري في منشور له عبر "فيس بوك" أن هذا ليس معناه أنه لو رأى شيئاً محرماً والذين يفعلونه يريدون نشره بين الناس أن يسكت عن إنكاره، بل يجب عليه أن ينكر ما يعتقد أنه محرّم طالما أنه عالم بحقيقة ما يُنكر وألا يترتب على إنكاره مفسدة أكبر.

وتابع الأزهري قائلا،: ولماذا نعلّم أولادنا القيم والفضيلة ونحن نخالفها أحياناً؟! ألسنا نخالف القيم أو الفضيلة أحياناً؟! ولماذا نطلب من الناس الصدق في الحديث وآداء الأمانة وغير ذلك من الفضائل ونحن نخالف ذلك أحياناً؟!، فلو رسمنا خطاً وحاولنا السير على هذه القاعدة لكان لزاماً علينا ألا نتكلم عن الغير في أي شيء يخالف الشرع والقيم والفضيلة، وهذا لا يقوله عاقل.

وبين الداعية الإسلامي أن مرتكب الذنب في السرّ عندما يجد غيره يرتكبه في العلن، يجب أن يُنكر عليه دون أن يستشعر في نفسه علوّا ولا طهارة ولا يحزنون، إنما هو واجب عليه، كمن يرى ابنه يكذب فيأمره بالصدق رغم أنه يكذب!، وكمن يشرب الخمر في السر وجلس في وسط أُناس يشربونها في العلن فيجب عليه أن يترك شربها في السر ويجب عليه أن يأمرهم بترك شربها في السر والعلن، وكمن يتحرّش بالنساء ثم وجد شاباً يتحرّش بفتاة، أو يريد منها بالقوة ما هو أكثر من ذلك، فهل يتركها كفريسة لهذا الشاب لأنه يفعل ما يفعله لئلا يكون منافقاً، أم يوقفه عند حده ويأمره وينهاه؟!.

وردا على تساؤل وهل هذا لا يخالف قوله تعالى: "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم أفلا تعقلون"، أوضح الأزهري أنه ليس في الآية دلالةٌ على أن العاصي لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، وإنما فيها ذمٌّ وتوبيخ وتقريع لحال من يأمر الناس بالبر ويترك نفسه؛ ولهذا خُتمت بقوله: ﴿ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ أي: إن هذا العمل لا يليق بالعاقل.

وبين الأزهري أن معنى الآية ألا تترك نفسك بلا أمر ولا نهى، فهذا ليس من أفعال العقلاء ولا المؤمنين، لذا قال ابن كثير: "والصحيح أن العالم يأمر بالمعروف وإن لم يفعله، وينهى عن المنكر وإنِ ارتكَبَه، ولكنه - والحالة هذه - مذموم على ترك الطاعة وفعله المعصية؛ لعلمه بها ومخالفته على بصيرة؛ فإنه ليس من يَعلم كمن لا يَعلم".