حقيقة أم حُلْم؟

  • 62
الفتح - حقيقة أم حُلم؟

الحياة أصبحت رائعة والناس أصبحت أرق معاملة وأفضل خُلقًا، تبدلت الأحوال واختلفت المفاهيم الخاطئة؛ الناس أصبحت لا يهمها إلا أن تطمئن على بعضها في هدوء، ولا يعكر أحدهم صفو الآخر بخلاف أو سوء ظن أو كلمة سيئة.

الناس شُغلت بحفظ القرآن، وطلب العلم ومشاغل الحياة الطيبة، والأبناء أصبحوا هادئين يقومون بواجباتهم بحب من غير تبرم ولا عصيان، وأصبحت بينهم وبين آبائهم لغة حوار وتفاهم، أصبح تعامل الأزواج مع بعضهم بود وحب ورحمة.

خصص الناس وقت الفراغ لممارسة ما يحبون من هوايات وأعمال خير وأمور مفيدة نافعة، أصبحت بلاد المسلمين أفضل البلاد سادت الأخلاق، وتقدمت في كل المجالات، ولم يبقى فيها شقي أو محروم.

تفاوتت الطبقات ولكن تساوت الناس ورضيت بالعدل وإقامة الحق، أُغلق كل مايشوب الأخلاق ويضر بالمجتمع، قُننت الفضائيات وأصبح الإعلام في يد العقلاء والحكماء المشهود لهم من أهل الحل والعقد والعلم، مُنع الفساد والمحسوبيات والوسائط وكل أنواع الانتهاكات.

أصبحت بلاد المسلمين يدًا واحدة واجتمعت على قلب رجلٍ واحد، وساد فيها التعاون والرخاء والوقوف بجانب بعضها البعض في الأزمات.

- حسبك ماكل هذا؟ أحلمٌ ذاك؟

- لا.. لكننا هكذا أُمرنا ووجب علينا أن نكون.

- كيف ونحن في دنيا دار ابتلاء وفتن ومصائب ومنغصات كيف نصل لكل هذا رغم مانحن فيه من مكابدة الناس في كل اتجاه كلٌ على حسب هواه؟

- نعم.. لكن بأيدينا أن نجعل كل ماقيل حقيقة، وبأفعالنا يكون دربًا من الخيال، فالسعيد في الدنيا من علم حقيقتها وجاهد فيها حتى يستطيع أن يحقق ما افترضه الله عليه من تصحيح وتحسين نوايا، وحسن خلق والتماس عذر، وإصلاح للنفس يشمل كل جوانب كمال الإيمان، ثم توجيه كل فرد طاقته لنفع غيره ومجتمعه حتى تصفو له الحياة، ويتحقق هذا الحُلْم، ويستمتع بكل هذه المزيات التي يمنحها الله لمن يسعى للإصلاح، حتى ولو كان عملًا قليلًا، كل على قدر جهده، والله سبحانه وتعالى لايضيع أجر من أحسن عملا.