"داعية": الأُنس بالله هو أفضل شيء في الحياة

  • 27
الفتح - لفظ الجلالة

قال محمد سعد الأزهري، الخبير الأسري والتربوي، إنه عندما يكبر المرء تتراكم خبراته وكذلك أحزانه، وأيضاً يصبح ضيق العطن ولا يستطيع التفويت بسهولة، فإذا وسع صدره وتعلم التفويت سيجنى خيراً كثيراً، وخلاف ذلك سيظل ناقداً أو معلقاً أو مقارناً لمن معه حتى تصبح الحياة عبارة عن احتقان يزيد مع الأيام حتى يضيّع ما تبقى له من العمر في صراعات يمكن التغاضي عنها بكل سهولة وذلك عندما يستشعر أن تراكم التعليقات والمقارنات لا يمكن أن يؤدي لحياة سوية، وأيضاً هناك طباع جبلية صعب أن تتغير فيمن حولك كالبطء والاندفاع والصوت العالي والكسل وغير ذلك، لذا أنصح كل من تجاوز الخمسين سناً أو من تجاوزها نفسياً رغم صغر سنه، أن يتعلم التغافل والتجاهل والتفويت الناعم حتى يستطيع أن يُكمل حياته بلا اضطرابات في غير محلها.

وكتب الأزهري في منشور له عبر "فيس بوك"، قائلا: فالعاقل من ظل يحلّق بمن معه في السماء، خصوصاً بعد زمن طويلٍ من التحليق واجهوا فيها صِعاب ومُلمّات وقفزوا سوياً فوق حواجز المشكلات والأزمات، فهل بعد هذا كله يلجأ الكبير إلى الابتعاد والانزواء وحيداً وهو في أمسّ الحاجة إلى الرفيق والصديق والأنيس؟!.

وتابع قائلا: فلا شك أن الأُنس بالله هو أفضل شيء في الحياة، ولكن الله سبحانه هو من قال "خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها" فهل بعد هذا العمر يمكن أن نُفرّط في السكينة لأسباب لا ترقى لذلك ويمكن التغافل عن كثيرٍ منها؟!.

واختتم قائلا: أُدرك جيداً أن بعض الناس سيبدأ في ذكر التفاصيل والأسباب الذي دعته للابتعاد أو الانفصال، ولكن لو تريّث قليلاً قبل الشكوى ونظر في المعنى المراد لتحمل وأكمل ومضى مُحلِقاً كما كان.