أهمها الاستجابة لأمره ما لم يكن معصية.. خبير أسري يوضح حقوق الزوج على زوجته

  • 323
الفتح - أرشيفية

قال المهندس سامح بسيوني، الخبير الأسري: إن الزوجة الصالحة لن تَجدَ حلاوة الإيمان ولذّة الطاعة وأثر العبادة حتى تؤدي حقوق زوجها، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَجدُ المرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدِّي حقّ زوجها".

وأوضح "بسيوني" -خلال محاضرة له بعنوان "الأسرة بين الإسلام والغرب"- أن هذه الحقوق كثيرة، ومنها:

1- توقير المرأة لزوجها كما جاء على لسان امرأة سعيد بن المسيب -رحمة الله عليهما- "ما كنَّا نُكلِّم أزواجَنَا إلَّا كما تُكلِّمون أمراءَكم".

2- وجود الهيبة والمكانة العالية في قلب الزوجة لزوجها فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لصحابية: "أذاتَ بَعْلٍ؟"، قالت نعم: قال: "كيف أنتِ له؟"، قالت: لا آلوه إلا ما عجزت عنه، أي: لا أقصِّر في طاعته، فقال: "فانظري أين أنت منه، إنَّما هو جنَّتُك ونارُك".

3- شدة الحرص من الزوجة على طاعة زوجها كما ذكر ابن عباس -رضي الله عنهما-، ترجمان القرآن، عند قول الله: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ} (النساء: 34)، فالقانتات أي: الطائعات لأزواجهن، ولم يكتف بلفظ طائعات، بل قال قانتات؛ لأن القنوت شدة الطاعة وكمالها!

4- الاستجابة لأمره -ما لم يكن معصية- وإبرار قسمه، وحسن التجمل له، وحفظ عرضه وماله كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته"، وقال أيضًا: "لو كنتُ آمرًا أحدًا أنْ يسجد لأحد لأمرتُ المرأةَ أنْ تسجدَ لزوجها".

5- عدم الامتناع عنه إذا دعاها إلى فراشه فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبتْ، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح"، وقال أيضًا: "إِذَا دَعَا الرَّجُلُ زَوْجتَهُ لِحَاجتِهِ فَلْتَأْتِهِ وإِنْ كَانَتْ عَلَى التَّنُّور"، أي: ولو كانت مشغولةً بشيءٍ من مشاغل البيت؛ فإجابته في قضاء وطره مقدَّمة على مشاغل البيت.

6- إن غضبت منه أو غضب منها أرضته؛ فهذه الصفة من صفات الزوجة  التي تؤهلها للجنة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " أَلَاْ أُخبِرُكُم بِنِسَائِكُم فِي الجَنَّةِ؟! كُلُّ وَدُودٍ وَلُودٍ، إِذَا غَضِبَت أَو أُسِيءَ إِلَيهَا أَو غَضِبَ زَوجُهَا"، قَالَت: هَذِه يَدِي فِي يَدِكَ، لَاْ أَكْتَحِلُ بِغُمضٍ َحتَّى تَرضَى.

7- أن تشكر له معروفه، وتقدِّر له جهده وتعبه؛ وتشعر زوجها بذلك قولا وفعلا، فإن تكبر المرأة عن فعل ذلك يوبق عليها دنياها وأخرتها، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَنظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها".

8- الحرص على إرضاء زوجها ما استطاعت لذلك سبيلا؛ فالزوجة الصالحة الحريصة على إرضاء ربها وتأدية حقه يجب أن تعلم أن مِن شروط قبول عملها عند ربها رضا زوجها كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ولا تؤدِّي المرأة حق الله -عز وجل- حتى تؤدِّي حق زوجها كله"، وكما قال أيضا محذِّرًا لها: "اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع، وامرأة عصتْ زوجها حتى ترجع".

وأشار إلى أن من الوصايا العظيمة للزوجة ما أوصت به أمامة بنت الحارث الشيباني ابنتها أم إياس عند زفافها إلى عمرو بن حجر أمير كندة فقالت لها "أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك، ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغن الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال، أي بنية إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فاحفظي له خصالاً عشراً يكن لك ذخرا:

أما الأولى والثانية؛ فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة. وأما الثالثة والرابعة؛ فالتفقد لموقع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منك علي قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح. وأما الخامسة والسادسة؛ فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.

وأما السابعة والثامنة؛ فالاحتراس بماله، والإرعاء بحشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير. وأما التاسعة والعاشرة؛ فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره، ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً ".

ونصح الخبير الأسري الزوجة قائلا: فيا أُخيتي ويا ابنتي؛ اعلمي أن زوجك هو باب لك إلى الجنة، فلا تغلقيه على نفسك بوضع رأسك برأسه وصوتك أمام صوته في ندية بغيضة، فإن هذا من أعظم ما يتسبب في كره الرجل لزوجته -إن كان رجلا- ولو كان ممن يهيم بها شوقا قبل ذلك؛ فكوني زوجة ذكية تسعى في رضا ربها وتحقيق مصالحها ومصالح أولادها بحسن خلقها وهدوء طبعها وخفض صوتها وحسن دلالها وضبط رد فعلها؛ فتلك هي أسلحتها التي لا تخيب.