• الرئيسية
  • مواد مميزة
  • "برهامي" يستنكر الهجوم على النقاب والحجاب ممن ينتسبون للإسلام.. ويؤكد: علينا المحافظة على سنّة النبي ﷺ وهوية الأمة ومقاومة التغريب

"برهامي" يستنكر الهجوم على النقاب والحجاب ممن ينتسبون للإسلام.. ويؤكد: علينا المحافظة على سنّة النبي ﷺ وهوية الأمة ومقاومة التغريب

الحجاب علامة التحرر من سلطان الغرب بعكس ما يقوله منكروها أنها علامة الظلام والرجعية.. والمرأة المسلمة ظلت طوال قرونها تتشرف بالنقاب

  • 268
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

استنكر الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، الهجوم على الحجاب والنقاب داخل بلادنا المسلمة، لاسيما ممن ينتسبون للإسلام والمسلمين، وتعجب ممن يقول الكذب على دين الله -عز وجل- حين يقول: إن النقاب عادة يهودية! مؤكدا أن النقاب والحجاب مما اتفقت عليه الشرائع؛ فهو بلاشك موجود في الشريعة اليهودية فحتى الآن نجد اليهود المتشددين عندهم أن النساء منتقبات، ويوجد قرى في أمريكا الآن يعيش بها اليهود والنصارى نساؤهم منتقبات، وكذلك عند النصارى الآن لا زالت الراهبات تغطي شعرها؛ لأن عندهم المسيح قال: من نظر بعينه فقد زنى، متساءلا "أليست هذه الشرائع التي يقرون هم بها؟!".

وقال "برهامي" -خلال كلمته في ندوة الدعوة السلفية بعنوان "فاتبعوني"-: عندنا ما يثبت أن الشريعة اليهودية نصت على ذلك، فتأمل قول الله -عز وجل-: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [القصص: 25]، ففيه قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: أي ليست بسلفع من النساء ولا ولاجة ولا خراجة، بمعنى أنها تضع غطاء الرأس على وجهها، وليست بكثيرة الخروج والدخول بلا سبب يقتضي ذلك، فهي تمشي على استحياء ليست جريئة، حين تخرج تبتعد عن الرجال، وتظل واقفة بعيدًا حتى ينتهي الرعاة من السقاء، وحتى خروجهن كان لعلة وهو كبر سن والدهما.

وتساءل "فلم تهاجم شريعتنا؟!" وهي عند سيدنا موسى -عليه السلام- ومدح ذلك في زوجته أو أخت زوجته، وكذلك النصارى عندهم أن السيدة مريم محجبة فلا يوجد صورة لها عندهم متبرجة، وهو أمر مستقر عندهم لا خلاف فيه، مضيفا أن الشريعة بنصوص القرآن تدل على ذلك، قال الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾ [الأحزاب: 59]؛ فهذا يدل على أن المرأة تغطي وجهها، فالجلباب هو الذي يغطي جسد المرأة كله، تضرب القناع فوق الخمار وتسدل الجلباب على سائر جسدها، فهذا تفسير السلف -رضوان الله عليهم-، ما بين الوجوب والاستحباب ظاهره الوجوب، والذين قالوا بالاستحباب قالوا بأدلة؛ إذًا فلا نزاع في المشروعية، ومن يقول: إن النقاب والحجاب عادة يهودية وليست من الدين ولكنه من المباحات فهو يخالف الكتاب كما يخالف السنة، والواجب اتباع الكتاب والسنة في الظاهر والباطن، فالصلاة بصفتها هي من اتباع الظاهر، ومن ينكرها ليس بمسلم؛ لأنه ينكر وجوب الصلاة.

ونبه "برهامي" إلى أن السبب الرئيس للأزمة التي تخص قضية الحجاب هي أنها علامة التحرر بعكس ما يقوله منكروها أنها علامة الظلام والرجعية، بالعكس هي حقيقة التحرر من سلطان الغرب؛ فالمرأة المسلمة ظلت طوال قرونها تتشرف بالنقاب، ومن تكشف وجهها كانت بمثابة الأمة وعلامة فسوق، ثم بدأ بعد ذلك قاسم أمين فتجده في كتابه كله ينادي بعدم ستر الوجه، ثم ما فعلته صفية زوجة سعد زغلول عندما خلعت النقاب وألقت به على الأرض في ثورة 1919، واستمر الوضوع على هذا الحال حتى ما يقرب لسنة 1970، كانت الشوارع تخلو من المحجبات والمنقبات، وكانت النساء يرتدين  ملابس قصيرة كاشفة للرجل والأذرع، حتى أصبحت من ترتدي ملابس طويلة تطارد وتتعرض للسخرية فيقال عنها "إرهابية وغير ذلك!".

وأشار  إلى أننا نتعرض للمحاربة من جيوش ثقافية وإعلامية وكتاب وشيوخ ممن يفترون على الله الكذب، وجدوا من يبيع دينه لهذه الدرجة حتى يزعم أن الحجاب ليس فريضة وتغطية شعرها وساقيها ليس فريضة، من يقول بهذا يستتاب في شريعة الله وإلا فقد كفر؛ لتكذيبه القرآن (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ ) [النور: 31]؛ فلا يوجد عالم إلا وفسرها بأنها غطاء الرأس، ناصحا الرجال والنساء بالثبات على اللحية والنقاب؛ لأنهم بذلك يحافظون على هوية الأمة، ومقاومون للتغريب، قائلا: إن منظر الحجاب واللحية بهي جميل يأثر قلوب أهل الإيمان، فنجد البنات بمجرد ما تقرب من المحجبات والمنقبات ترتدي النقاب وقد تكون لا تصلي أصلً؛، لأن الخلطة مؤثرة، وهذا ما يرعب أعداءنا، فهم مرعوبون من تقليد الناس للملتحين والمنقبات.

ودعا "برهامي" الملتحين والمنقبات إلى احتساب الأجر عند الله، والصبر على المضايقات التي قد يتعرضون لها، ونبههم إلى عدم الوقوع في الفتنة المعدة لهم حتى لا تكون اللحية والنقاب علامة على الجريمة، وذكرهم بقول الله -عز وجل-: (وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [التوبة: 120]، فاللحية والنقاب جزء من الاتباع وهذا الظاهر هو ما يقلق الأعداء، والباطن أهم من الظاهر، وحال وجود شخص ملتحٍ أو امرأة منتقبة وعندها مشكلة ما كالكذب مثلًا فهذا يقدح في الشخص، وليس في اللحية أو النقاب.

واختتم نائب رئيس الدعوة السلفية كلمته بدعوة الجميع إلى الحفاظ على سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأن يشعر كل مسلم بالفخر أنه سنيّ أي على سنة النبي؛ فيجب على كل مسلم أن يكون سنيًا، فالاتباع واجب في كل الأحوال والأمور عملًا بقول الله -عز وجل-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر: 7].