عاجل

باحث لـ"الفتح": اتفاق الدفاع المشترك بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو مهم.. ومؤشر لبروز تغيرات هائلة في النظام الإقليمي

  • 29
الفتح - د. محمد عبد الكريم الباحث السياسي

قال الدكتور محمد عبد الكريم، الباحث السياسي المختص بالشأن الأفريقي، إن اتفاق الدفاع المشترك بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو خطوة مهمة للغاية وتتفق مع تصور مالي تحديدًا ثم بوركينا فاسو والنيجر لمواجهة التهديدات المختلفة التي تواجهها عقب طرد القوات الفرنسية من المنطقة، لا سيما أن باماكو اتهمت باريس رسميًا في أكثر من مناسبة بدعم الأخيرة لعدد من التنظيمات الإرهابية بالمخالفة لمهام فرنسا المفترضة في مواجهة الإرهاب.

وأضاف عبد الكريم لـ"الفتح" أن هذه الخطوة تجسد تصعيدًا مؤسسيًا للتعاون الذي تم الاتفاق عليه بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو في أغسطس الماضي بمواجهة مشتركة لأي هجوم "محتمل" على النيجر، والوصول إلى مرحلة العمل المشترك داخل حدود الدول الثلاثة ولا سيما في المنطقة الحدودية بينهم لتشمل العمليات مواجهة الجماعات الإرهابية وتوفير الأمن لسكانها ومواجهة التدهور البيئي، وما إلى ذلك من ملفات مهمة ظلت تعاني دول الإقليم من تداعياتها دون تقديم الدول الأوروبية والداعمة لها في عملها داخل الساحل الأفريقي حلولًا حقيقية تسهم في التخفيف منها. 

وأشار إلى أن توقيع اتفاق التحالف يعني بروز تغيرات هائلة في النظام الإقليمي والإقليمي الفرعي في غرب أفريقيا مع تأخر دور "إيكواس" وبروز صراعات واضحة بين دول المجموعة بحيث يمكن رصد معسكرين متقابلين في الإقليم بعد خطوة التحالف: الأول بقيادة نيجيريا وغانا ويدعو لارتباط أكبر بالدول الأوروبية خاصة فرنسا والمملكة المتحدة، والآخر معسكر بقيادة مالي رافض لاستمرار الهيمنة بل ويدعو إلى ترتيبات جديدة ستكون لها تداعياتها حال تمتين العلاقات بالفعل مع روسيا والصين.

وأردف أنه يمكن قياس التغيير المتوقع بمؤشر الدعم الشعبي الهائل الذي باتت تحصل عليه نظم الحكم العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، ويؤشر بالفعل إلى خطوات ملموسة نُفذت على الأرض لمواجهة المشكلات المزمنة، وأبرزها الأمن والقضاء على الفقر (كما ورد في وثيقة التحالف الواقعة في 4 صفحات).

وأكد أن ذلك سيسهم بكل وضوح في تراجع الوجود الفرنسي والغربي الذي باتت تثار حولهما علامات استفهام كبيرة حول الجدوى التي تعود على دول المنطقة من العمليات الغربية  والفرنسية على شعوبها. وبات من شبه المؤكد إكمال فرنسا وألمانيا وإيطاليا وعدد من دول الاتحاد الأوروبي سحب قواتها إلى أوروبا أو تشاد، بينما يتوقع استمرار القوات الأمريكية خصوصًا داخل النيجر في ظل الموقف المعتدل الذي تتخذه واشنطن من الانقلابات في الإقليم.