مصر تواصل الجهود الإغاثية لمساندة الأشقاء في ليبيا

مروحيات الجيش تواصل نقل المساعدات و "الميسترال" تعمل مستشفى ميداني

  • 34
الفتح - مروحيات الجيش تواصل نقل المساعدات في ليبيا

تتواصل الجهود المصرية والإقليمية لتخفيف حدة آثار كارثة الإعصار الذي ضرب شرق ليبيا، والذي خلف دمارًا واسعًا في مدينة درنة، وسقوط آلاف الضحايا وفقدان آخرين من مدن درنة وسوسة والمرج وطبرق، ونزوح أكثر من 40 ألف شخص، بجانب مخاطر انتشار الأوبئة جراء المأساة.

وتسطر مصر نموذجًا أخويًا ومثالًا جديرًا بالاحترام في مساندة الأشقاء بكل وسائل الدعم، إذ وجَّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، القوات المسلحة بتقديم كامل المساعدات المادية واللوجيستية والاستراتيجية لليبيا، ليبدأ جسر جوي لنقل الدعم اللوجستي عبر 4 طائرات عسكرية تحمل على متنها مواد طبية وغذائية و25 طاقم إنقاذ مزود بكافة المعدات الفنية اللازمة إضافة إلى طائرة أخرى لتنفيذ أعمال الإخلاء الطبي للقتلى والمصابين، ومستلزمات إعاشة وسيارات إسعاف، وآليات وتجهيزات ومراكز إيواء وحاملة الطائرات ميسترال للعمل كمستشفى ميداني وغواصين، و10 مروحيات من أجل البحث والإنقاذ وتنفيذ مهمات دورية قبالة ساحل درنة وإخلاء جثامين عدد من الضحايا الذين جرفتهم مياه البحر.

وفي هذا السياق، قال المهندس أحمد الشحات الباحث في الشئون السياسية، إن من مظاهر الرحمة التي تكمن في بطن البلاء وجود حالة من التكافل بين أبناء الأمة الواحدة وظهور بعض المعاني المهمة التي كادت أن تندثر وسط بعض حالات الشقاق والنزاع وتمزق الصف المسلم وتفرق الأمة الإسلامية تأتي بعض هذه المظاهر من الدعم والتواصل والمساندة والتكاتف بين أبناء الأمة الواحدة لتعيد إحياء هذه المعاني التي ربما ظننا أنها اندثرت من كثرة غيابها وانزوائها عن حيز التطبيق. 

وأوضح الباحث في الشئون السياسية في تصريح لـ "الفتح"، أنه بلا شك أن دور الجيش المصري تجاه الأشقاء في ليبيا ليس جديدًا على الدولة المصرية في النكبات والأزمات الكبرى.

وأشار الشحات إلى أن هذا هو المعنى الذي يجلِّي لنا قول النبي صلى الله عليه وسلم بأن المسلم أخو المسلم وأن "المؤمنونَ تَتكافَأُ دِماؤُهم، ويَسْعى بذِمَّتِهم أدْناهم"، مضيفًا أنها كلها معانٍ شرعية لا يظهر فيها فقط معاني الجوار ولكنها بالأصل فيها معاني حث عليها الشرع الشريف وتطبيقها هو إحياء وتطبيق الشريعة فضلًا عنها أيضًا حقوق الجوار من الأمور التي حثت عليها الشريعة.

وعقب المهندس سامح بسيوني رئيس الهيئة العليا لحزب النور، على تحرك القوات المسلحة المصرية لنجدة الليبيين بعد الإعصار وتقديم كل أنواع الإغاثة والمساعدات وفرق الإنقاذ والآليات العسكرية وحتى حاملات الطائرات، موجهًا الشكر والتحية للقيادة المصرية والجيش المصري على تلك المساعي والجهود من أجل تقديم العون للشعب الليبي.

وأشاد بسيوني في تصريح لـ "الفتح"، بتلك الفزعة الأخوية الإيمانية من القيادة المصرية والجيش المصري لإخوانهم في ليبيا، بعد إرسال طائرات عسكرية ومروحيات وعشرات الشاحنات من المساعدات الإنسانية والإغاثية والآليات والتجهيزات والكثير من سبل الدعم، لافتًا إلى قول الله تعالى: "إنما المؤمنون أخوة".

وأكد بسيوني على أن هذا الجهد المبذول في إغاثة إخواننا في ليبيا لن يضيع عند الله، موضحًا أن النبي ﷺ بشر القائم على إعانة إخوانه، بالإعانة منه سبحانه وتعالى حيث قال ﷺ: "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".

وأوضح " بسيوني" أن ما حدث في المغرب وليبيا فاجعة كبرى تدفع الجميع  إلى عدم الاغترار بهذه الدنيا وإلى التوبة والرجوع إلى الله والحرص على رضاه مع الأخذ بالأسباب المادية اللازمة لتقليل آثار تلك الكوارث والعواصف والفيضانات التي يقدرها الله على العباد اختبارًا وامتحانًا لهم.