ارتفاع حدة التوتر بين فرنسا والمغرب بسبب تجاوزات إعلامية

  • 25
الفتح - العاهل المغربي والرئيس الفرنسي

تسببت تجاوزات إعلامية فرنسية في تصعيد حرارة التوتر الدبلوماسي بين الرباط وباريس، وذلك عقب عدم استجابة السلطات المغربية لعرض فرنسا المشاركة في عمليات الإنقاذ، بعد الزلزال الذي ضرب محيط مراكش (وسط) في 8 سبتمبر.

جانب من أسباب التوتر ورد على لسان النائبة البرلمانية المغربية، فاطمة التامني، وقالت في استجواب برلماني لوزير الخارجية ناصر بوريطة «في خضم التضامن الجماعي للشعب المغربي تفاجأ المغاربة بكمية خطابات لا تمت للمهنية ولا حتى للإنسانية بصلة، من عدد من المجلات والصحف، والقنوات الفرنسية، وما زاد الطينة بلة هو تصريح نشر عبر منصة إكس لرئيس الجمهورية الفرنسية الذي وجه كلمة عبارة عن خطاب مباشر للمغاربة قصد عرض المساعدات الإنسانية».

وقالت التامني، حسب صجيفة أخبار اليوم المغربية، إن «خطاب ماكرون، لا يمكن وصفه إلا بالضرب الواضح والصارخ لكل أعراف الدبلوماسية، وكذلك ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص في المادة الثامنة بعد السبعين، على سيادة الدول، كأحد أبرز مبادئ الميثاق، وهو الأمر الذي ضربه ماکرون عرض الحائط».

واعتبر المغاربة أن مخاطبة ماكرون الشعب المغربي بشكل مباشر فيه نوع من «القفز» على مقدسات المغاربة ومقتضياتهم الدستورية، على اعتبار أن الملك هو الشخص الوحيد المخول دستوريا بمخاطبة الأمة المغربية.

وتستوضح فاطمة التامني النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار من وزير الخارجية، عن «الإجراءات التي ستتخذها وزارته تجاه هذا التعامل اللامسؤول لساكن الإليزيه، وما إذا كانت الدولة المغربية ستسكت على هذا الاستعلاء والنظرة الاستعمارية الفرنسية تجاه المغرب وإفريقيا».

وكان «المجلس الوطني للصحافة»، وهو هيئة رسمية في المغرب، أعلن قبل أيام، أنه تقدم بشكوى لدى نظيره الفرنسي «مجلس أخلاقيات الصحافة والوساطة» بعد رصده مخالفات مرتكبة من صحيفتي شارلي إيبدو ليبراسيون الفرنسيتين خلال تغطيتهما للزلزال.

وقال المجلس في بيان، بحسب صحيفة أخبار اليوم المغربية «إن مجمل هذه الانتهاكات.. تأتي في سياق اتسم بتهجمات من قبل عدة وسائل إعلام فرنسية على المغرب ومؤسساته، إثر عدم استجابة السلطات المغربية لمقترح الدعم الذي تقدمت به فرنسا بعد الزلزال».

وعلى وقع ذلك التوتر، تصدر وسم «طبقوا الفيزا على الفرنسيين»، قائمة الأكثر تداولاً في المغرب، دعا فيه مواطنون مغاربة إلى تطبيق نظام التأشيرة على الفرنسيين، معربين عن امتعاضهم بشأن ما وصفوه بـ «الاستهداف الممنهج من طرف فرنسا لبلادهم ومصالحها»

ورافق ذلك ـ أيضا ـ توجيه انتقادات حادة في وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب لتغطيات بعض وسائل الإعلام الفرنسية للزلزال، حيث اعتبرت غير محايدة وموجهة ضد الملك محمد السادس.

وارتفعت وتيرة التوتر السياسي بين البلدين، بحسب ما ذكرته صحيفة أخبار اليوم المغربية، بسبب إعلان وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا عن برمجة زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المغرب بدعوة من الملك محمد السادس، ما دفع مصادر حكومية مغربية إلى الرد عبر وكالة الأنباء الرسمية، بكون تلك الزيارة «غير مدرجة في جدول الأعمال وغير مبرمجة».