• الرئيسية
  • منوعات
  • آفاق دعوية
  • باعتراف المحتفلين.. بسيوني: القرون الثلاثة الخيرية الأولى لم تحتفل بمولد النبي ﷺ ولم يفعل ذلك أحد إلَّا بعد ظهور فتنة الرافضة

باعتراف المحتفلين.. بسيوني: القرون الثلاثة الخيرية الأولى لم تحتفل بمولد النبي ﷺ ولم يفعل ذلك أحد إلَّا بعد ظهور فتنة الرافضة

  • 212
الفتح - المهندس سامح بسيوني الكاتب والداعية الإسلامي

عقَّب المهندس سامح بسيوني الكاتب والداعية الإسلامي، على منشور صفحة دار الإفتاء المصرية بأن الأمة الإسلامية اعتادت على الاحتفال بالمولد النبوي منذ القرن الرابع والخامس عبر إحياء ليلة المولد، قائلًا: إن هذا اعتراف واضح بأن القرون الثلاثة الخيرية الأولى –التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .. "– لم تحتفل بيوم مولد النبي ﷺ كما يحدث الآن؛ وأنهم كانوا فقط يصومون يوم الإثنين من كل أسبوع احتفاءً بذلك كما أمرهم النبي ﷺ ولم يزيدوا على ذلك.

وأكد بسيوني أن هذا الأمر ظهر في القرن الرابع والخامس بعد ظهور فتنة الرافضة وتأثيرها على بيئة المجتمع.

وتابع: "وقد يقول قائل ممن يجوز الاحتفال: أنه قد قال به بعض العلماء بداية من القرن الرابع الهجري كما ذكر في المنشور، فبالتأكيد هم أعلم منا، وقد علموا ما لم نعلمه نحن، فهل أنتم -أي المانعين من الاحتفال في زماننا- أعلم بالشرع من هؤلاء العلماء؟!". مشددًا على أن هذا الكلام مضمونه في الحقيقة اتهام للصحابة وللقرون الثلاثة الأولى بأن علمهم أقل ممن جاء بعدهم.

وأوضح أن مثل هذا الكلام قدح في الصحابة وفي القرون الثلاثة الخيرية الأولى، مضيفًا: "نحن لم نقل نحن أعلم، أو قارنا أنفسنا بهم، بل نقول القرون الثلاثة الأولى أعلم وأفهم للدين منهم، وأحق بالاتباع منهم؛ تصديقا وامتثالا لأمر النبي ﷺ القائل: "إنَّهُ مَن يعِشْ منْكم بعدي فسيَرى اختِلافًا كثيرًا فعليكُم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدينَ المَهديِّينَ من بعدي تمسَّكوا بِها وعضُّوا عليها بالنَّواجذِ وإيَّاكم ومُحدَثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ".

واستطرد: " ولذلك قال مالك رحمه الله: "من أحدث في الأمة شيئاً لم يكن عليه سلفها، فقد زعم أن الرسول خان الرسالة لأن الله تعالى يقول: (اليوم أكملت لكم دينكم)، فما لم يكن يومئذ دينا، لا يكون اليوم دينا " ( الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم الظاهري 58/6 )، وقال سعيد بن جبير: "ما لم يعرفه البدريون فليس من الدين" (جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/30 ).

وأشار إلى أنه قد سُئل تقي الدين السبكي –كما في فتاوى السبكي– عن بعض المحدثات فقال: "الحمد لله، هذه بدعة لا يشك فيها أحد، ولا يرتاب في ذلك، ويكفي أنها لم تُعرف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في زمن أصحابه، ولا عن أحد من علماء السلف" ( فتاوى السبكي 2/549).

وبيَّن "بسيوني" أن الذي يطرح هذا الطرح ويتبنى هذا المنحى من الكلام يسلك على الحقيقة سلوك المبتدعة الذين ناظروا الإمام أحمد في فتنة خلق القرآن حينما كانوا يحتجون عليه بالأقوال والتأويلات الفاسدة التي أتوا بها واستدلوا بها، فوقف الإمام أحمد موقف المنافح المدافع عن منهج الاستدلال الصحيح يقول لهم: " أعطوني شيئاً من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول به " ( البداية والنهاية لابن كثير ).

ونبه إلى أن أهل الحق في هذا الزمان كذلك يقولون: "أعطونا شيئا أو ائتونا بأثر عن القرون الثلاثة الخيرية الأولى في الاحتفال بالمولد النبوي كما تزعمون ونحن نقول به".  

ونوه إلى أنه يجب على المسلم أن يكون متبعاً للحق متعصباً له، وليحذر من اتباع الهوى أو التعصب للأشخاص خاصةً إذا خالفوا الحق، مضيفًا أنه من أراد الاحتفاء الحقيقي بمولده ﷺ فليفعل كما فعل رسول الله ﷺ وذلك: بصوم كل يوم إثنين من كل أسبوع.