مأساة درنة.. الوحدة سبيل الليبيين لتخطي معاناة العاصفة والفيضانات

  • 37
الفتح - الجيش الليبي

لا تزال مدن الشرق الليبي وفي مقدمتها درنة تحصي ضحاياها وخسائرها البشرية والمادية جراء عاصفة دنيال وما تبعها من انهيار السدين، ما أدى لنزوح ما يقرب من 45 ألف شخص كما تخطى عدد القتلى –الذي لا يزال مرشحًا للزيادة- أكثر من 4١ آلاف، وتدمير 70% من البنية التحتية لمدينة درنة بالإضافة لتحطم شبكة الطرق والجسور التي تربط شرق المدينة بغربها.

وتأتي هذه المأساة في وقت يعيش فيه الاقتصاد الليبي المنهك تداعيات صراع مسلح استمر لأكثر من عقد تسبب في كثير من الفوضى والعنف، وفي ظل الوضع الحالي يُنتظر من الليبيين وعلى رأسهم المسئولين الحكوميين والبرلمانيين التكاتف لعبور الوضع الحالي وإعادة إعمار درنة ومدن الشرق أولًا، ومن ثم الحديث عن الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا. 

وقررت النيابة العامة الليبية حبس 16 مسؤولًا احتياطيًا في إطار تحقيقاتها بشأن انهيار سدي درنة إثر الفيضانات والسيول التي ضربت المدينة، بينما دعا أسامة حماد، رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب (الاستقرار)، إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار مدينة درنة والمدن المتضررة من الفيضانات، في العاشر من أكتوبر المقبل بالمدينة المنكوبة.

ونحو ذلك السياق، أكد عبد الحفيظ غوقة، نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي السابق، أن الوضع في درنة مأساوي ومروع والسبب الأول في رأيه هو الإهمال والفوضى وانعدام المؤسسات، موضحًا أن مدينة درنة تابعة للشرق، لكن المسؤولية تتحملها حكومة الوحدة، وأن المواطن الليبي في آخر اهتمام السلطات في البلاد.

وأكد نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي السابق، أنه يجب إعادة إعمار درنة عن طريق شركات عالمية، ويجب أن تكون الكلمة الفصل لأهالي المنطقة، مشددًا على ضرورة تقديم المنظمات الدولية يد المساعدة إلى مدينة درنة والتكفل بإعادة إعمار المدينة من قبلهم وعدم تركها في يد الحكومة لتفادي تفاقم الأزمة.

وقال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ما حدث في ليبيا بعد العاصفة والفيضانات كارثة تضاف إلى الأزمات المتتالية في ليبيا في ظل وجود أكثر من حكومة ومؤسسات هشة وعدة أطراف فاعلة داخل الدولة، مؤكدًا أن الليبيين عليهم التعاون والتكاتف من أجل تخطي الوضع الرهن والانتقال إلى مرحلة الاستقرار.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ "الفتح"، أن الانقسام لن يساعد في مواجهة الأوضاع الحالية في ليبيا.

وقال المهندس أحمد الشحات الباحث في الشئون السياسية، إن أحد أهم الجوانب الإيجابية لما حدث في ليبيا هي مظاهر الوحدة والتضامن والتآخي في البحث عن الناجين ومواجهة آثار الكارثة، مشددًا على ضرورة التعاون بين الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي من أجل إعادة الإعمار وإعادة بناء المنازل والبنية التحتية المتضررة.

وأوضح في تصريح لـ "الفتح"، أن عمليات إعادة الإعمار ستساعد في توفير فرص عمل، ودفع الأوضاع الليبية نحو الأمام، لافتًا إلى ضرورة التكافل العربي والدولي لإعادة إعمار ليبيا وأن هذا التكافل قد يكون بداية انتهاء الأزمة الليبية وعودة مؤسسات الدولة وانتهاء الفوضى والقضاء على الميليشيات شرط أن يستغل الليبيون حالة التكاتف الحالية فيما بينهم والنظر إلى المصلحة العامة للبلاد دون البحث عن مصالح وأهداف خاصة على حساب ليبيا.

وحذر الشحات من استمرار تلك الأوضاع الكارثية في درنة دون سرعة التحرك من أجل إعادة الإعمار وإنقاذ ما تبقى من مدينة درنة، لافتًا إلى معاناة ليبيا الأساسية حتى قبل العاصفة في ملفات الأمن والغذاء ومقومات الحياة الأساسية.

ونوه الباحث بأن ليبيا تعاني من الصراعات المسلحة ووجود الجماعات الإرهابية وسرقة ثرواتها ونهب خيراتها ووجود ميليشيات عسكرية تابعة لقوى دولية غربية، حتى صارت مسرحًا للصراع بين الدول الكبرى وساحة لتصدير الإرهاب إلى غيرها من الدول.