نصيحة للآباء بخصوص القرآن والدراسة.. داعية: حفظ القرآن سببٌ في بركة الوقت وحِدّة الذهن ولا يتعارض مع الدراسة

  • 337
الفتح - علي العريشي، الكاتب والباحث الشرعي

قال علي العريشي، الكاتب والباحث الشرعي: كأني بطالب الحفظ في حلقات القرآن قد أحب القرآن وتعلق به قلبه يتشوف للتفوق في مدرسته ويتشوق لترتيب وقته للاستمرار في حلقته، قد أدرك التلميذ أن ذهنه الذي أتقن الحفظ قد توقد ذكاءً بفضل ما حفظ وأودع قلبه من كتاب الله سيكون سببا في: بركة وقته، وحدة ذهنه، وتميزه بين أقرانه، واستقامة أخلاقه وسلوكه، وحفظه وصيانته من الفتن، وغير ذلك.

وأضاف "العريشي" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"- أن التحدي الأخطر في ذلك هو في أولئك الآباء الذين امتلأت قلوبهم حبا لأولادهم وحرصا على تفوقهم ومن أجل ذلك؛ أوصوهم بالتوقف عن متابعة الحفظ ريثما تأتي الإجازة  المقبلة، فيقال لهؤلاء: هذه الطريقة في التفكير تهدم طموحات أولادكم وتهزمهم نفسيا أمام التحديات العارمة للواقع الذي حولهم.

وتابع: فبدلا من أن كان الطلاب ينتظرون من الوالدين التشجيع والتحفيز على الاستمرار فى الحفظ ووضع الخطط لمشاركتهم في تنظيم أوقاتهم، إذا بهم يجدون التثبيط عن بلوغ هدفهم في إتمام ما تبقى أو طلب المزيد والارتقاء في علوم القرآن بزعم أن هذا سيشغل عن الدراسة والدروس والمذاكرة فيكتفى بالمراجعة، وهيهات أن تكون هذه الطريقة في الفهم ينتج عنها مواظبة على المراجعة.

وأوضح "العريشي" أن هذه الطريقة في التفكير تغذي في حس الأجيال أن ثمة فصلا بين الدين والدنيا، بين القرآن وتطبيقه، بين الإسلام والتقدم، ثم من قال: إن الاستمرار في الحفظ يؤثر على تفوق الطلبة، ناصحا الآباء بأن يدركوا أن استمرار أولادهم في الحفظ أثناء الدراسة سيعود عليهم وعلى مستقبلهم وبيوتهم بالخير والنفع والبركة، وسيجنون ثمار هذا الاستمرار عما قريب بعد أشهر عند ظهور نتيجة آخر العام. 

وقال الكاتب والباحث الشرعي: أيها الآباء والأمهات لا تحرموا أنفسكم من تحصيل ضمانات التفوق لأبنائكم وبناتكم، ولا تقطعوا شريان الحيوية الذي يمد أولادكم بالقوة والإعانة والتسديد والتوفيق في حياتهم، انفضوا عنكم غبار وهم التعارض المزعوم، قال الله تعالى: {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدّمَتْ لِغَدٍ} (الحشر: 18)، وفق الله أبنائنا وبناتنا في عامهم الدراسي الجديد، وأعان الله الوالدين على أعباء هذا الموسم، ووفقهم لكل خير.