داعية إسلامي يوضح أسباب تفضيل ليلة الحراسة في الجهاد سبيل الله على ليلة القدر

  • 142
الفتح - المسجد الأقصى أرشيفية

قال الدكتور محمد صادق، الداعية الإسلامي: إنه مما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ألا أُنبِّئُكم بليلةٍ أفضلَ من ليلةِ القدرِ؟ حارسُ حرسٍ في أرضِ خوفٍ، لعله أن لا يرجعَ إلى أهلِه" [أخرجه النسائي في السنن الكبرى، وصححه الألباني في صحيح الترغيب 1232]، موضحا أن قول النبي: "ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر؟"، أي: في الأجر والثواب، "حارس حرس في أرض خوف"، وهو ما يعرف بالرباط، وهو الذي يقيم في ثغور بلاد المسلمين -الحدود- مع بلاد الكفار لحراستها.

وبين "صادق" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"- أن هذا العمل هو من أفضل الأعمال عند الله -عز وجل-، ومعنى أنها أرض خوف أن الحارس في سبيل الله يكون في أرض فيها خوف على الحياة بسبب عدو، أو أنها أرض ثغور، يكون فيها حارسا للمجاهدين يحفظهم عن الكفار، أو غير ذلك مما يخاف منه، وقول النبي "لعله أن لا يرجع إلى أهله"؛ لأن الحارس في حراسته هذه لا يضمن أن ينجو بحياته، ويرجع إلى أهله مرة أخرى، وذلك أنه قد يقتل في سبيل الله -عز وجل-، وهذه مرتبة عالية.

وأشار إلى أن تفضيل ليلة الحراسة على ليلة القدر؛ لأن ليلة القدر يعود نفعها على صاحبها، وليلة الحراسة يكون نفعها متعدٍ إلى سائر المسلمين، وهذا أفضل؛ ولأن ليلة الحراسة توجب الجنة، كما في رواية أبي داود، وفيها قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنس بن أبي مرثد الغنوي بعد أن بات حارسا لهم: "قد أوجبت؛ فلا عليك أن لا تعمل بعدها"، أي: عملت عملا يوجب لك الجنة.

وأضاف "صادق": وخرج ابن عساكر عن أرطأة بن المنذر أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال لجلسائه: أي الناس أعظم أجرًا؟ فجعلوا يذكرون له الصوم والصلاة، ويقولون: فلان وفلان بعد أمير المؤمنين، فقال: ألا أُخبركم بأعظم الناس أجرًا؟ ممن ذكرتم ومن أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى، قال: رويجل بالشام آخذ بلجام فرسه يكلأ ويحرس من وراء بيضة المسلمين لا يدري: أسبع يفترسه؟ أم هامة تلدغه؟ أم عدو يغشاه؟ فهذا أعظم أجرًا ممن ذكرتم ومن أمير المؤمنين [أخرجه ابن عساكر (1/283)].

وأوضح الداعية الإسلامي أنه كان أبو هريرة -رضي الله عنه- في الرباطِ، ففزعوا إلى الساحل، ثم قيل: لا بأسَ، فانصرف الناس، وأبو هريرة واقفٌ، فمرَّ به إنسانٌ، فقال: ما يُوقِفك يا أبا هريرة؟ فقال: سمِعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "موقفُ ساعةٍ في سبيل الله خيرٌ من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود" [صحيح الترغيب والترهيب].