• الرئيسية
  • منوعات
  • صحة
  • ردًا على الشكوى من الحزن نتيجة أحداث غزة: استشاري أمراض نفسية: تفاعلك مع إخوانك دليل على الإيمان ويدفعك لتصحيح مسارات كثيرة في حياتك

ردًا على الشكوى من الحزن نتيجة أحداث غزة: استشاري أمراض نفسية: تفاعلك مع إخوانك دليل على الإيمان ويدفعك لتصحيح مسارات كثيرة في حياتك

"الشامي": ألمك من الأحداث يرشدك لدورك الحيوي في الحياة وأنك لابد لك من هدف تعيش من أجله لك ولصالح أمتك

  • 50
الفتح - قصف الكيان الصهيوني لقطاع غزة

أكد الدكتور محمد الشامي، استشاري الأمراض النفسية، ضرورة التفاعل مع الأحداث؛ لأن حال عدم التفاعل معها فسيكون هناك مشكلة كبيرة لابد أن يشعر بها الشخص ويسعى إلى حلها.

ورد "الشامي" على شخص قال له -عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك"- "يا دكتور أنا من ساعة الأحداث الأخيرة وأنا أعصابي متوترة وحزين وأتعصب بسرعة"، قائلا: إن هذا التفاعل دالٌ على الإيمان، فاحمد الله عليه، وفي الحديث النبوي: "مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم وتَرَاحُمِهِم وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى" [متفق عليه]، فلابد لبقية الجسد من الشكوى طالما هناك جزء منه يتألم.

وأضاف: كما لابد أن تعلم أن الحياة خير وشر، وحلو ومر، وفرح وحزن، وكلنا نرجو السعادة؛ إذ نرتاح نفسيا ولا نتعب أثناءها، لكن ما يجعلنا أقوى نفسيا هي الصدمات والأزمات بعدما نتعافى من ألمها، والسعي لمنع الألم الكامل عن النفس يجعل النفس هشة قابلة للكسر، وهذا ما انتشر بشكل كبير في زمننا الحالي.

وتابع "الشامي": عليك أن تتعلم التعامل مع الألم، وكيف تحاول التأقلم عليه أو توقيفه أحيانا أو تجاوزه تماما، لكن ألم الأحداث الأخيرة لا ننصح بوقفه بالكامل؛ إذ إن وجوده مهم لك ولتصحيح مسارات كثيرة في حياتك، مثل: اهتمامك بأمور إخوانك، والعمل على إصلاح نفسك ومن حولك، وإيجاد هدف تسعى إليه وغير ذلك، لكن يمكنك تخفيف الألم، وذلك عندما يعيق الألم الإنسان عن حياته اليومية، من خلال صرف الذهن وتشتيته إلى أمور أخرى غير أخبار الحرب، لكن لا تستمر في ذلك كثيرا لما ذكرته من أهمية وجوده.

وأشار إلى أن الأحداث وألمها ترشدك إلى دورك الحيوي في الحياة، وأنك لابد لك من هدف تعيش من أجله لك ولصالح أمتك، صحح مسار حياتك من خلال ألمك، وضع خططا وأهدافا وتحرك، فينبغي أن يكون لك دور في ما يجري من أحداث، كما أن الألم يجعلك مساهما في دعم أصحاب البلاء، ولقد رأينا مشاركة الشعوب العربية بأشكال مختلفة لإخوتنا في غزة، ومطلوب أن يبق الدعم مستمرا لهم حتى يُرفع عنهم البلاء. 

وقال استشاري الأمراض النفسية: إن ما تراه من أحداث يهوّن عليك الابتلاءات التي تتعرض لها، فتحمد الله على ما أنت فيه، وتعمل على دعم نفسك في رفع البلاء عنك والحزن منه، مضيفا: كثيرا ما أسمع "أنا تعبان تعب محدش تعبه في الدنيا أو محدش حاسس بيه" فقد رأيت بعينيك ما يحدث، فانهض للسعي في حل مشكلتك.