"الهواري": الإسلام حينما نستسلم له يكون آسرًا ويتحول إلى دعوة صامتة للبشرية أجمع.. سر إعجاب بعض الغرب بصمود أهل غزة

  • 144
الفتح - الشيخ شريف الهوارى الأمين العام للدعوة السلفية

قال الشيخ شريف الهواري، أمين عام الدعوة السلفية، إن إعجاب بعض الغرب بهذا السلوك الرباني لأهل غزة من الصبر والاحتساب والصمود والتصميم والإصرار والبذل العجيب رغم هذه الآلة الحربية المتوحشة الدموية، ورغم هذه المجازر اللاإنسانية من اليهود بتدعيم أمريكا والغرب يؤكد لنا "أن هذا هو الإسلام".

وبيّن "الهواري" في تصريحات لـ "الفتح" أن الإسلام حينما نستسلم له، ونخضع له، وننقاد له، يكون آسرًا مؤثرًا في الآخرين، ويتحول إلى دعوة صامتة للبشرية أجمع؛ فلا شك أن هذه هي رسالة الإسلام، وأضف إلى هذا المعنى الذي يظهره أهل غزة، تلك الطريقة التي عاملوا بها الأسرى، وكيف أحسنوا إليهم لأن هذا هو الإسلام، وكيف أكرموهم لأن هذا هو الإسلام، وكيف بروا بهم لأن هذا هو الإسلام، مؤكدًا أن الإسلام هو رسالة كما هي في السلم كذا هي في الحرب، وأن هذه أخلاقيات الإسلام التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

ويرى الأمين العام للدعوة السلفية أن هذه الحملة المتوحشة وهذه المجازر اللاإنسانية هي دعوة مجانية لهذا الدين ولأهل فلسطين، وأنها دعوة مجانية للإسلام حتى بأيدي اليهود أنفسهم لأنهم مكروا وكادوا وظلموا وبغوا، ولا شك أن هذا يحيق بهم، وسيأتي من وراء ذلك نتائج باهرة، وها هم الناس يدخلون في دين الله عز وجل متأثرين بهذا الثبات وبهذا الصبر وبهذا البذل. 

ولفت "الهواري" إلى أن هذا هو الحال وقت المصائب والحرب، متسائلًا: ماذا لو تمسكنا نحن كمسلمين بديننا؟ مؤكدًا أننا سنكون فعلا مؤثرين وآسرين للدنيا بأسرها، ماذا لو كنا عاملين بديننا في واقعنا؟ لكان والله كفيلًا على عطف قلوبهم جميعًا ليدخلوا في هذا الدين أفواجًا، لكن مع الأسف فإنه لغياب أهل الإسلام عن إسلامهم ولهثهم بتقليد الغرب؛ جنوا ما جنوا وكانوا دعوة منفرة مع الأسف الشديد، لكن بين الحين والحين فإن هذه المواقف اللاإنسانية التي يقوم بها اليهود وبمعاونة الغرب تعد دعوة صامتة لهذا الدين، حينما نقابلها ونحن في هذا المعترك؛ فإن مثل هذه السلوكيات لا شك تكون دعوة، لافتًا إلى أن صاحب الحق ليس له مقال وحسب بل إن صاحب الحق هو الذي يثبت على الحق الذي يعتقد ولا شك أن هذا الثبات هو دعوة عظيمة لدين الله تبارك وتعالى.

وأكد الهواري أن الأروع من أن نتمسك بعقيدتنا، أن نُفعِّل هذه العقيدة في قلوبنا فتظهر على الجوارح والأركان في صورة عبادات ومعاملات وأخلاقيات وسلوكيات وأحكام وحدود نزعن بها لرب البرية سبحانه وتعالى؛ فتكون دعوة لهذا الدين بفضل الله تبارك وتعالى، مضيفًا: لا تحسبوه شرًا لكم، فهذه دعوة للدين ولربما هؤلاء الذين دخلوا في دين الله عز وجل إعجابًا بهذا السداد وبهذا الصبر والتصميم والإصرار رغم ما يعانون يكون بمشيئة الله في موازين إخواننا جميعًا من أهل غزة.