هدنة إنسانية في غزة.. السيسي: جهود مصر مستمرة حتى يحصل الفلسطينيون على حقوقهم

  • 33
الفتح - الاحتفال بتحرير الأسرى الفلسطنيين إثر الهدنة

بعد 47 يومًا من العدوان الإرهابي الفاشي على قطاع غزة، لم ينجح الكيان الغاصب في تحقيق أي نجاحات للنيل من القدرة العسكرية أوالقتالية لفصائل المقاومة؛ بل كعادة الاستعمار القبيح تلوثت يداه السوداء بدماء الشهداء الزكية من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، كما لم تسلم الأجنة الخدج من عملياته القذرة حتى جاءت الهدنة برعاية مصرية قطرية أمريكية .

تقديرات وسائل إعلام العدو تشير إلى استهداف نحو 10% فقط من البنية التحتية لفصائل المقاومة، وهو ما يؤكد فشل العدو في تحقيق هدفه القضاء على حركة حماس أو بنيتها العسكرية داخل القطاع، رغم تنفيذ سياسة حزام النار أو ما يعرف بالأرض المحروقة، واستخدامه لقنابل وأسلحة محرمة دوليًا واستهدافه لعدد من الأنفاق شمال القطاع، لكن لا يزال هناك العديد من الأنفاق لم تصل إليها.

لن تتمكن إسرائيل من القضاء على فكرة المقاومة لأنها حاضرة في قلب وعقل كل مواطن فلسطيني، ويزعم الاحتلال أن بإمكانه فرض واقع سياسي وعسكري جديد في القطاع، إلا مزاعمه الباطلة وأحلامه ستتحطم على صخرة وبسالة المقاومة الفلسطينية فالفصائل لن ولم تتخلى عن المقاومة والدفاع عن المقدسات الإسلامية والأرض العربية المغتصبة.

وساطة مصرية قطرية 

فجر الأربعاء الماضي أعلنت المقاومة الفلسطينية الباسلة التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقت مع العدو الصهيوني مدّتها 4 أيام بجهود مصرية وقطرية إثر مفاوضات معقدة.

ورحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، باتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال السيسي في منشور على "فيسبوك": "أود أن أعرب عن ترحيبي بما نجحت به الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزه، وتبادل للمحتجزين لدى الطرفين".

وأكد "استمرار الجهود المصرية المبذولة من أجل الوصول إلى حلول نهائية ومستدامة، تحقق العدالة وتفرض السلام وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".

كما رحبت وزيرة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا باتفاق الهدنة الإنسانية المعلن، مشددةً على أنّ "هذا ما دعت إليه روسيا منذ بداية التصعيد في النزاع".

وأعربت الناطقة باسم الخارجية الصينية، ماو نينغ، عن أملها بأن "يساعد الاتفاق في تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية ويساهم في خفض التصعيد والتوترات".

كذلك، رحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بالاتفاق، داعيةً إلى "الاستفادة من هذا التوقف لتكثيف المساعدة الإنسانية".

أوربا والغرب

وقدمت أمريكا وبريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوربية ودول أخرى عديدة ترحيبهم بالهدنة، رغم دعمهم الواضح عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا للعدو الإسرائيلي في الحرب على غزة وتدمير القطاع بصورة شبه كاملة، وصمتهم المخزي تجاه جرائم بشعة ارتكبها العدو الصهيوني.

ساسة ومسئولون أمريكيون يرون أنه "لا توجد فترة نصر واضحة يمكن تحقيقها للجانب الإسرائيلي، حيث سيبقى حوالي 200 رهينة في قبضة "حماس" وسيكون من غير اللائق الاحتفال بأي انتصار بعد أن قتلت حماس 1200 شخص في السابع من أكتوبر فقط، ويخشون من العواقب غير المقصودة للهدنة من أنها ستسمح للصحفيين وفرق التحقيق بوصول أوسع إلى غزة وإتاحة الفرصة لهم لمزيد من تسليط الضوء على الدمار هناك وتحويل الرأي العام ضد إسرائيل".

فصائل المقاومة

من جانبها أشادت فصائل المقاومة الفلسطينية، بالدور المهم والمحوري الذي لعبته مصر وقطر لتحقيق الهدنة، مضيفة أنّ بنود الصفقة هدفها تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وهي "انتصار لقضية أسرانا، كمقدمة لتحرير الأسرى كافة، وفكّ الحصار عن القطاع".

وقالت حماس في بيان لها: "انطلاقاً من مسؤوليتنا تجاه شعبنا الفلسطيني الصَّابر المرابط، وسعينا الحثيث لتعزيز صمود  أهلنا الأبطال في قطاع غزَّة العزَّة، وإغاثتهم وتضميد جراحهم، وعملاً على ترسيخ إرادة مقاومتنا المظفرة في السَّابع من أكتوبر في  مواجهة العدو الصهيوني، مضيفة "بعد مفاوضات صعبة ومعقّدة لأيَّام طويلة، نعلن بعون الله تعالى وتوفيقه عن توصّلنا إلى اتفاق هدنة إنسانية (وقف إطلاق نار مؤقت) لمدة أربعة أيام، بجهود مصرية وقطرية حثيثة ومقدّرة، يتم بموجبها:

- وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة، كما تضمن الاتفاق  إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود، إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالاً وجنوباً، وإطلاق سراح  50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عامًا، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء شعبنا من  سجونه الاحتلال دون سن 19 عاماً وذلك كله حسب الأقدمية ، فضلاً عن وقف حركة الطيران في (الجنوب) على مدار الأربعة  أيام،  كما شملت وقف حركة الطيران في (الشمال)  لمدة 6 ساعات يوميًا من الساعة 10:00 صباحًا حتى الساعة  4:00 مساء.

- خلال فترة الهدنة يلتزم  الاحتلال بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة، إضافة إلى  ضمان حرية حركة الناس (من الشمال إلى الجنوب) على طول شارع صلاح الدين.

وأشارت إلى أنَّ بنود هذا الاتفاق قد صيغت وفق رؤية المقاومة ومحدداتها التي تهدف إلى خدمة شعبنا وتعزيز صموده في مواجهة العدوان، وعينُها دوماً على تضحيَّاته ومعاناته وهمومه، وأدارت تلك المفاوضات من موقع الثبات والقوة في الميدان، رغم محاولات الاحتلال تطويل أمد المفاوضات والمماطلة فيها.

وتابعت: "إننا في الوقت الذي نعلن فيه التوصل لاتفاق الهدنة، فإننا نؤكد أن أيدينا ستبقى على الزناد، وكتائبنا المظفرة ستبقى بالمرصاد للدفاع عن شعبنا ودحر الاحتلال والعدوان.

وختمت بيانها بالقول: "نَعِدُ شعبنا أنَّنا سنبقى الأوفياء لدمائهم وتضحياتهم وصبرهم ورباطهم وتطلعاتهم في التحرير والحرية واستعادة الحقوق وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بإذن الله.