قال عمار العركي، الكاتب والمحلل السياسي السوداني، تعليقا على اتخاذ البرهان وحكومته بورتسودان مقرًّا للقيادة خلال الصراع الحالي هناك: إنه بشكل عام وكما هو معلوم بالأساس،أن مسألة تقسيم السودان أحد أهداف المخطط الاستراتيجي المعروف لتقسيم الشرق الأوسط وفق التصورات والمصالح "الإسرائيلية الأمريكية"، وما انفصال الجنوب إلا مرحلة أولى من السيناريو، تتبعها مرحلة دارفور؛ فبالتالي هناك كثير من المؤشرات تضاف إلى مؤشر اتخاذ بورتسودان عاصمة في الاستدلال على اقتراب التقسيم، حتى بورتسودان تظل عاصمة مؤقتة لحين مرحلة تقسيم شرق السودان حسب المخطط.
وأضاف العركي لـ"الفتح": بخصوص الوصول لتفاهمات سياسية وتقديم تنازلات، يجب إعادة توصيف وتعريف الأطراف للوصول إلى مدى إرادته وإمكانياته في تقديم تنازلات، فتسمية أطراف النزاع لا تستقيم، وأحد الأطراف ميلشيات ومرتزقة من الأجانب يتم "تسخيرهم" لتنفيذ مخطط التقسيم، وهذه الميلشيات لا تملك الإرادة أو حرية الاختيار؛ فهي "مُسخرة لأداء دور معين بمقابل"، أما الطرف الآخر فهو الجيش النظامي القومي الذي يمارس مهامه الشرعية والدستورية الطبيعية في الدفاع والحماية؛ فبالتالي يمتلك كامل الإرادة والحرية في تقديم التنازلات التي بالضرورة يجب ألا تخل بمبدأ القومية وحمايتها.