حظيت بإعجاب العدو قبل الصديق.. تعامل المقاومة الفلسطينية مع الأسرى تأسر القلوب.. ودعاة: هذا هو ديننا

  • 46
الفتح - أرشيفية

ضجت وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي بصور عدة من عمليات تبادل الأسرى بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، التي أظهرت حالة من الود والاطمئنان من قبل الأسرى تجاه عناصر المقاومة، بينما على الجانب الآخر يتحدث الأسرى الفلسطينيون الذين تم تحريرهم عن سوء المعاملة في سجون الاحتلال والتعذيب والتضييق الذي يمارسونه، مما يؤكد الفرق في المعاملة مع الأسرى لدى كل طرف، وأصبح الجميع يتحدث عن "عدوانية الاحتلال وإنسانية المقاومة".

وأكدت الصور والمقاطع المتداولة عظمة تعاليم الدين الإسلامي الذي أقر المعاملة الحسنة مع الكافة، بمن فيهم غير المسلمين، حتى في الحروب وفي أحلك الظروف وأشدها، كما أطاحت بالأنباء الزائفة التي بثها الغرب عن أحوال الأسرى لتبرير جرائم الكيان المحتل، في قطاع غزة.

من جهته، قال الشيخ عادل نصر، المتحدث باسم الدعوة السلفية، إن من يسمع كلام الأسرى الفلسطينيين الذين خرجوا من سجون الاحتلال عن سوء معاملة هذا الكيان اللقيط لهم وما تعرضوا له من تضييق وتعذيب وغير ذلك من أساليب وحشية، يدرك أن ذلك ينم عن إجرام هذا العدو ومدى ما انطوت عليه نفوسهم من حقد دفين وبغضاء وضغينة لأمة الإسلام عامة وللفلسطينيين خاصة، بل للبشرية كلها وفقًا لاعتقاد هؤلاء المجرمين الذين يرون أنهم أفضل الأمم وخيرها.

وأضاف نصر في تصريحات لـ "الفتح" أنه على الجانب الآخر يسمع الناس كلام أسرى العدو في يد المقاومة الفلسطينية وهم يتكلمون عن إنسانية التعامل وحسن الخلق وكيف تعاملوا معهم بأخلاق رفيعة وباهتمام؛ فمن كان في حاجة لدواء وفروا له الدواء، وتعاملوا مع الأسرى تعاملًا آدميًا إنسانيا بكل ما تحمل الكلمة. 

وأكد متحدث الدعوة السلفية أن من يطالع الحالين يدرك الفرق الشاسع بين أمة علمت الدنيا الأخلاق وحسن التعامل، وبين فئة مجرمة مفسدة في الأرض، موضحاً أن هذه هي أخلاق أمة الإسلام حتى في أحلك الظروف ومع العدو قبل الصديق، ولا ننسى أبدًا أن هذه الأمة قد علمها دينها معاني الإنسانية في أشد وأحلك الظروف وفي القتال مع العدو، مشيرًا إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوصي الجيش: "لا تقتلوا طفلًا.. لا تقتلوا شيخًا.. لا تقتلوا امرأة.. لا تغدروا.. لا تقطعوا شجرا"، مردفًا القول: انظر إلى مراعاة محاسن الأخلاق مع العدو قبل الصديق وفي أشد اللحظات وأحلكها في القتال، أما حسن التعامل فهذه أخلاق الإسلام. 

ونوه نصر إلى أن البعد عن الإسلام هو خسارة حقيقية للبشرية جمعاء، متسائلًا: كم تخسر البشرية ببعدها عن تعاليم هذا الدين؟، مؤكدًا أنه لا حقوق للإنسان ولا رحمة له بل لسائر الكائنات ولا حياة تراعى فيها كافة الحقوق إلا بتعاليم هذا الدين العظيم الذي قال نبيه صلى الله عليه وسلم "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، موضحًا أن هذا هو الفرق بين أمة الإسلام حينما تلتزم بتعاليم دينها وبين الآخرين من أعداء هذه الأمة لاسيما اليهود الذين يفسدون ولا يصلحون. 

وتعجب نصر أشد العجب من وقوف هذا العالم وراء هذا الكيان الإجرامي، موضحًا أن هذا الدعم يؤكد أن هذا الغرب وغيره من الأمم الكافرة بحضارتهم المزعومة لا خلاق لها، ولا تعرف للأخلاق ولا لحقوق الإنسان شيئًا إلا في إطار ما يخدم على مصالحهم وأجنداتهم، فهي حضارات ذات معيارين ومكيالين وتفريق وتمييز وغير ذلك، وكم خسر العالم بانحطاط المسلمين، سائلًا الله تعالى أن ينصر هذه الأمة وأن يعلي شأنها.

فيما أكد الشيخ شريف الهواري، الأمين العام للدعوة السلفية، أن الفرق ما بين الصورتين واضح لا لبس فيه، مؤكدًا أن كل إناء ينضح بما فيه، وأن أهل الإسلام من خلال العقيدة الراسخة والتعاليم الواضحة يعاملون الأسرى معاملة إسلامية يؤجرون عليها ويتعبدون بها إلى الله تبارك وتعالى لذلك لهم فيها الأجر والثواب، واصفًا إياها بأنها دعوة صامتة لهذا الدين.

تابع في تصريحات لـ "الفتح": نعلم جميعًا أن اليهود يكنون العداوة لنا كما قال الله تعالى: "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا"، موضحًا أن العداوة محلها القلب، والقلب ينضح بالبغض والكراهية والحسد والحقد؛ وبالتالي فإن سوء المعاملة عند اليهود أمر طبيعي كأنهم يعني يتعبدون بذلك؛ فهم الذين قيل لنا فيهم إنهم يقولون: "لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ" أي أن جميع الأمم الأخرى لا سبيل عليهم ولا حرج عليهم في أن يُقتلوا ويعذبوا ويستعبدوا.

وأشار إلى أن اليهود يظنون ذلك ويظنون أنهم شعب الله المختار ومن دونهم لا حرج عليهم فيما يفعلون فيه، ولكن نحن -المسلمين- والحمد لله رب العالمين نتقي الله فيمن لا يتقي الله فينا وهذه رسالة رائعة.

وبيّن أمين الدعوة السلفية أنه كي يدرك الشرق والغرب عظمة الإسلام وعظمة تعاليم الإسلام، وأنه رحمة لهم في الدنيا والآخرة ونجاة لهم في الدنيا والآخرة وللبشرية جمعاء، فلابد أن يكون هناك النموذج الإسلامي الذي نقدمه نحن ليكون دعوة صامتة لهم، منوهًا إلى أنه جراء هذه الأحداث المؤلمة وهذه المجازر الوحشية، ومع هذا الثبات والصبر والاحتمال والاحتساب من إخواننا في غزة؛ فإن كثيرًا من شباب الغرب دخل في الإسلام منبهرًا بهذا الثبات وبهذه التضحيات وبهذا العزم الذي لا يلين، فهم لما سألوا لم كل هذا الثبات؟ قيل هي العقيدة تفعل هكذا بأصحابها؛ فانبهروا ودخلوا في دين الله عز وجل. 

ويرى الهواري أنه يجب على أبناء الإسلام أن يكونوا رسل خير، ودعاة حق، وأن يكونوا صورة مثالية في كل نواحي الحياة في الحرب وفي السلم، وفي جميع النواحي وعلى جميع المستويات، مشيرًا إلى أن غير المسلمين غالبًا ما يسمعون عنّا ولا يسمعون منا، بل قد يقرأون عن الإسلام ولكنهم لا يجدون المثال العملي في واقع الأرض؛ لذلك على أبناء الإسلام وعلى عموم المسلمين أن يكونوا دعوة صامتة لهذا الدين، عاملين بما جاء فيه متعبدين إلى الله بذلك معتقدين أنهم دعوة صامتة لهذا الدين، ولذلك إذا صبغوا حياتهم بصبغة هذا الدين كان هذا من أقصر الطرق لتغيير قناعات هؤلاء.