لاعبوا أبناءكم تكسبوا قلوبهم.. "داعية": ضياع الأبناء قد يكون بسبب تقصير الآباء في الجلوس معهم

  • 43
الفتح - أرشيفية

قال الكاتب والداعية الإسلامي شحاته صقر: قد يكون سبب ضياع الأبناء تقصير الآباء في الجلوس مع أولادهم، وبالتالي التقصير في إشباع الجانب العاطفي عندهم، فيلتقطهم أصحاب السوء فيُشبعون عندهم هذا النقص، مشيرا إلى أن سبب ذلك التقصير أن بعض الآباء والأمهات تُلهيهم الدنيا عن أولادهم، فلا يكاد يجد الابن أباه أو أمه ليجلس معه فيعلمه أو يلاعبه أو يضاحكه.

وأضاف "صقر" -في مقال له عبر موقع "صوت السلف"- أن المتأمل في هدي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يجد أنه رغم اهتماماته العظيمة كان يلاعب الأطفال ويداعبهم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- يُدْلِعُ لِسَانَهُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، فَيَرَى الصَّبِيُّ حُمْرَةَ لِسَانِهِ فَيَبْهَشُ إِلَيْهِ. (رواه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب "أخلاق النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وآدابه"، وحسّنه الألباني).  (أدلع لِسَانه) أي أخرجه (فَيَبْهَشُ) أي يسرع.

وعن أنس -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وآله وسلم- يُلاَعِبُ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ، وَيَقُولُ: «يَا زُوَيْنِبُ، يَا زُوَيْنِبُ»، مِرَارًا. (رواه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"، وصحح إسنادَه الألبانيُّ).

وتابع: إن ملاعبة الأطفال هي الطريق الأسرع إلى قلوبهم. فهذا رسول الإنسانية -صلى الله عليه وسلم- لم يهمل هذا الجانب العظيم؛ لأنه يدرك أن عالم الطفولة جزءٌ لا يُستهان به من عالم الإنسانية، وأن لهذا العالم خصائصه، وطبائعه التي ينبغي مراعاتها، وأن نحسن التعامل معها.

وأكد الكاتب والداعية الإسلامي شحاته صقر أنه علينا أن ندرك أن حاجة الطفل إلى القُبلة الصافية، والابتسامة الحانية، والمداعبة اللطيفة أكبر من حاجته إلى أنواع الطعام والشراب، ومختلف أشكال الثياب، وغير ذلك الأمور المادّية التي لا قيمة لها كبيرةً في نفس الطفل، واختتم بقوله: يا أيها الآباء، لاعبوا أبناءكم؛ تكسبوا قلوبهم.