عدها السلف من "خوارم المروءة".. "الشحات" ينصح بترك فضول المباحات وتوفير الوقت لما ينفع

  • 53
الفتح - المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية

نصح المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية، بترك فضول المباحات، وهي المباحات التي لا تعود على الإنسان بنفعٍ في دينه ولا دنياه، مشيرًا إلى أن العاقل هو مَن يقتصد فيها؛ ليوفِّر وقته لما يفيده، وليجنِّب نفسه تبعاتها؛ سواء الدنيوية أو الدينية، قال ابن القيم -رحمه الله- "قال لي شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- في شيءٍ مِن المباح: هذا ينافي المراتب العالية وإن لم يكن تركه شرطًا في النجاة" (مدارج السالكين).

وأضاف "الشحات" -في مقال له بعنوان "مخالطة الناس.. هل يلزم منها الانغماس في فضول المباحات؟" نشرته جريدة الفتح- أن السلف قد عدّ الإكثار مِن فضول المباحات بالنسبة لرواة الحديث وطلبة العلم وذوي الفضل هو نوع مِن خوارم المروءة، والعلماء يدخِلون في "خوارم المروءة" أمورًا محرمة تزري بصاحبها، وهذه لا خلاف عليها، كما يدخلون أمور أخرى وإن كانت مِن المباح؛ إلا أنها لا تليق بأهل الفضل، ومنها مثلًا: سير الرجل بثياب تستر عورته، لكن مع انكشاف أجزاءٍ من بدنه لم تجرِ تجري عادة ذوي الفضل بكشفها؛ وهذا لما استقرت عليه الفِطَر السليمة مِن أن الأكمل هو أخذ كامل الزينة، وإن كان الواجب هو ستر العورة، وهكذا.

وتابع: فثمة مباحات معينة تُعد مِن خوارم المروءة، ويزداد قبحها كلما صدرت ممَن يرى الناس فيه أنه أقرب إلى الحفاظ على السُّنة، وعلى آدابها، متابعا: إذًا فمَن ابتلاه الله أن صار في موضع القدوة لغيره، مطالب بالإضافة إلى فعل الواجب وترك المحرم، وفعل المستحب وترك المكروه؛ بالترفع عن فضول المباحات، والترفع عن خوارم المروءة.

وأشار "الشحات" إلى أنه قد يقول قائل: إن مِن آداب الداعي مخالطة الناس، وأنه جزءٌ مِن حسن الخلق، ومِن تربية النفس، ومدافعة صفات العجب، إلى آخر هذا الكلام، موضحًا أن هذا كلام صحيح لا شك فيه، لكن ثمة مشاركات للناس لا تدخل في فضول المباحات، ولا في خوارم المروءة، بل إن بعضها واجب، وبعضها فرض كفاية، وبعضها مستحب، مثل:

- مشاركة الناس في الجمع والجماعات والأعياد.

- تلبية دعوة الداعي إلى وليمة العرس ونحوها.

- حضور الجنائز والصلاة عليها وتشييعها إلى المقابر.

- إعانة الضعفاء ومساعدة المرضى، والتصدق على الفقراء.

وأوضح "متحدث الدعوة السلفية" أن هناك أنواع كثيرة مِن المخالطة تصب في ذات اتجاه الحفاظ على سمت طالب العلم، ومَن يتصدر للدعوة إلى الله تعالى، وتحقق أعلى درجات التواصل والمخالطة، ولفت إلى أن مَن ابتلي بالوقوع في شيءٍ مِن فضول المباحات فلا أقل مِن أن يقف بالخسارة عند هذا الحد بالمجاهدة مِن جانب، والتستر مِن جانب آخر بدلًا مِن أن يخرج بها مِن هذا الطور إلى طور خوارم المروءة.