• الرئيسية
  • منوعات
  • آفاق دعوية
  • "إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا".. "برهامي" الإساءة سبب الخزي والهوان والإحسان سبب التوفيق والنصر

"إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا".. "برهامي" الإساءة سبب الخزي والهوان والإحسان سبب التوفيق والنصر

  • 54
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

تساءل الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: أترون عباد الله قلوب العباد كيف يقلِّبها الله؟ تجد هذا الشخص قد التزم وأطاع الله تعالى، ثم إذا به ينقلب، ثم إذا به تحترق جنته لما أصابها بسبب عمله، قال تعالى: {أَيَوَدُّ ‌أَحَدُكُمْ ‌أَنْ ‌تَكُونَ ‌لَهُ ‌جَنَّةٌ ‌مِنْ ‌نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} [البقرة: 266]، قد حبط العمل وذهب.

وأضاف "برهامي" -في مقال له بعنوان "تأملات في مسألة القدس(2)" نشرته جريدة الفتح-: وأحيانًا يظل الإنسان على الطاعة والإيمان إلى أن يموت ثم يخرج مِن صلبه مَن يكون فاسدًا، فقد يضحي إنسان بكل شيء في شبابه وشيخوخته، ثم يأتي بعد ذلك مِن نسله مَن يكون متبعًا للشهوات مفسدًا فاجرًا.

متابعا: ثم تجد مِن نسل الكفار مَن يكون داعيًا إلى الله مهتديًا تمام الاهتداء، وتجد موجة من التدين تعم الشباب والشيوخ، والرجال والنساء، ثم تجد موجة أخرى من البُعد عن الدِّين وانتشار الشركيات، وانتشار الفساد، والبدع والضلالات، والإفتاء بما يخالف دين الله عز وجل، وانتشار التبرج، وأكل الربا، وأكل السحت والرشوة، وأكل الحرام، ثم تأتي بعد ذلك أوقات أخرى؛ فالأمر بيد الله، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا ‌بَيْنَ ‌إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ"، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ" (رواه مسلم).

واستطرد نائب رئيس الدعوة السلفية: قال الله تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الإسراء: 7]، فهذه هي القاعدة حتى نحسن ولا نسيء؛ لأن الإساءة علينا، وهي التي تجلب لنا الخزي والهوان، وتجلب ضرب الذلة والمسكنة علينا، مستعيذا بالله من المذلة والمسكنة، والعيلة، وهذه الأمور هي أسباب النصر وأسباب الهزيمة.