عدوان إسرائيل على غزة يتواصل لليوم الـ 98

  • 37
الفتح - العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

واشنطن تبرر الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.. وفصائل المقاومة تفضح التورط الأمريكي

حماس تطالب الإدارة الأمريكية بالتوقف على سياسة التضليل وإلزام الكيان الإرهابي بوقف الحرب

مصر والأردن وفلسطين يجددون رفضهم التام لأية محاولات لإعادة احتلال أجزاء من غزة أو تصفية القضية

تواصل قوات العدو الإسرائيلي عدوانها الوحشي على قطاع غزة المحاصر، لليوم 98 تواليًا، ارتكبت خلاله مجازر دامية ضد سكان القطاع المحاصر كما يشن سلاح طيران الاحتلال غارات جوية وأحزمة نارية وقصف جوي وأرضي لم تهدأ وتيرته على مدار الساعة، أسفر عن استشهاد قرابة 24 ألف مواطن غزاوي وإصابة ما يزيد عن 55 ألف جريح، بخلاف المفقودين، وهذه الأرقام مرشحة للزيادة "وفقًا لوزارة الصحة الفسلطينية".

وأسفرت مباحثات القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية في العقبة مساء الأربعاء، بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني،  والرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي تهدف إلى التشاور بين الزعماء الثلاثة بشأن التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة والعمل على دفع وتكثيف الجهود الرامية لوقف التصعيد وإنقاذ أهالي غزة من المأساة الإنسانية الجارية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي أن القمة تأتي في إطار اللحظة الفارقة التي تواجه المنطقة العربية، حيث حرص الرئيس على تنسيق المواقف مع شقيقيه الملك عبدالله الثاني، والرئيس محمود عباس، لضمان وحدة الصف والمواقف، وبما يحافظ على أمن واستقرار شعوب المنطقة.

‏‎وحسب الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية، فقد تم التوافق خلال القمة على الرفض القاطع لأي مساعٍ أو محاولات أو مقترحات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، وتأكيد الرفض التام لأي محاولات لإعادة احتلال أجزاء من غزة، والتشديد على ضرورة تمكين أهالي القطاع من العودة إلى ديارهم، وأن يضطلع المجتمع الدولي بمسئولياته لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقد تم التحذير من خطورة الأعمال العدائية في الضفة الغربية، فضلاً عن الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الدينية، والتي تزيد من الاحتقان في المنطقة، الأمر الذي قد يؤدي إلى خروج الوضع عن السيطرة.

‏‎كما تم تأكيد الدعم والمساندة الكاملة للسلطة الوطنية الفلسطينية، بما يسمح لها بالقيام بمهامها في حماية الشعب الفلسطيني من الانتهاكات التي يتعرض لها في الأراضي الفلسطينية كافة.

‏‎وتم كذلك التشديد على رفض أي محاولات لفصل المسارات بين غزة والضفة الغربية، وتأكيد أن الضامن الوحيد لاستقرار الأوضاع في الإقليم، وحمايته من توسيع دائرة الصراع وخروج الأمور بشكل كامل عن السيطرة، يتمثل في تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، على أن تتضمن إقامة والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس.

محاولات دولية لإدانة العدو الصهيوني

من ناحية أخرى يترقب كثير من المتابعين ما ستسفر عنه محاولات جنوب إفريقيا إدانة الكيان الغاصب ومثوله أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي أمس الخميس عبر جلسة طارئة بشأن ارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، على إثر دعوة جنائية قدمتها جوهانسبرج، لإدانة العدو مشفوعة بمئات الأدلة والقرائن على جرائم العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.

محاولات جنوب إفريقيا إدانة الكيان الصهيوني الغاصب إن نجحت ستكون هي المحاولة الأولى التي سيخضع فيها العدو الصهيوني للمساءلات الدولية منذ تأسيس دولته المزعومة، وقد تكون بداية لمرحلة جديدة من المواجهات الدولية لإدانة عصابات الاحتلال، وسط حالة من التباين بشأن عدم جدوى مثل هذه المحاولات التي تشترط ثلاثة أمور:

موافقة الدولتين المتخاصمتين على اللجوء إلى المحكمة، كذلك أن فلسطين وتل أبيب قدمتا موافقةً مسبقةً للوقوف أمام محكمة العدل الدولية على الرغم من موافقة إسرائيل قبل ذلك إلا أنها سحبتها في العام 1985، حين كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتياهو، سفيراً لـ"إسرائيل" في الأمم المتحدة؛ لكن جوهانسبرج اعتمدت على الشرط الثالث وهو وجود معاهدة أو اتفاقية تلحظ صلاحية المحكمة فيما يتعلّق بالتفسير أو التطبيق أو التنفيذ.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال زيارته الأخيرة لتل أبيب وعدد العواصم العربية، إن الولايات المتحدة تعتقد أن دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل "بلا أساس" لكن العدد اليومي للقتلى المدنيين بغزة مرتفع للغاية.

واعتبر بلينكن أن على اسرائيل أن تكف عن تقويض قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم، وقال على إسرائيل أن تكف عن اتخاذ خطوات تقوض قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم بشكل فاعل.

وكرر بلينكن مزاعمه في مؤتمر صحفي في تل أبيب في ختام جولته السادسة في المنطقة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورغم أنه أقر بارتفاع عدد ضحايا المدنيين الفلسطينيين وأنهم يدفعون ثمنًا باهظًا للحرب إلا أنه استمر في تبرير جرائم الاحتلال الصهيوني.

فصائل المقاومة تفضح الرواية الأمريكية

هذا وعبرت حركة حماس عن رفضها للراوية المضللة التي يروجها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ويصرّ على ترديدها، منذ بدء العدوان الصهيوني والمدعوم أمريكيًا ضد الشعب الفلسطيني .

وقالت حماس في بيان لها: إن محاولات الوزير بلينكن تبرير الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإرهابي ضد المدنيين الفلسطينيين، بالقول إنَّ المقاومة الفلسطينية تتمركّز بين المدنيين؛ هي محاولات بائسة، لغسل أيدي الاحتلال المجرم من دماء أطفال ونساء وشيوخ غزة، الذين تجاوَز عددهم الثلاثين ألف شهيد. 

وشددت فصائل المقاومة على أن ذلك يعكس مدى التورُّط الأمريكي في هذه الجرائم والانتهاكات الواسعة لكل القوانين الدولية التي يرتكبها الجيش الصهيوني الفاشي في قطاع غزة. 

وأفاد بيان المقاومة، بأن المواقف التي عبّر عنها وزير الخارجية الأمريكي من الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية ضد كيان الاحتلال الصهيوني، للنظر في جرائم الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإرهابي في قطاع غزة؛ استخفاف بالقانون الدولي. 

ووصفت حماس في بيانها بأنها محاولة أمريكية لتعطيل أدوات العدالة الدولية عن القيام بدورها، في إطار دعمها الكامل للمجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين في القطاع. 

ودعت حركة حماس الإدارة الأمريكية مجدداً إلى التوقف عن سياساتها التي تُطيل أمد العدوان والإبادة المرتَكَبة في قطاع غزة، والعمل فوراً على وقف هذا العدوان الإجرامي، والكفّ عن العبث بالقوانين والأنظمة الدولية، لصالح كيان الإرهاب وجرائم الحرب الصهيوني. 

جدار الفيتو الأمريكي

ورغم ذلك هناك صعوبة ستواجه جنوب إفريقيا صاحبة الدعوة بإدانة تل أبيب على جرائمها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني وسكان غزة كونها ستصطدم حتمًا بجدار الفيتو الأمريكي حامي حمى ولاية إسرائيل كما جرت العادة.

وهناك من يرى أن من شروط الذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية، إما أن يكون المدّعى عليه دولةً طرفاً في المحكمة، أو المدّعي هو طرف في المحكمة، أو يمكن لمجلس الأمن الدولي أن يدّعي على طرف عبر هذه المحكمة، كما يمكن للمدّعي العام أن يدّعي هو ابتداءً.

ولكن يبقى الذهاب نحو القضاء الدولي، ومحاولة تحصيل إدانة العدو محاولة قد تتبعها خطوات أخرى وهذا ما تأمله كافة الدول التي تسعى لوقف لجام الكيان الغاصب للأرض العربية الفلسطينية.

وساطة للتهدئة

في الوقت ذاته وبحسب مصادر فإن مصر وقطر تجريان محادثات للتهدئة بين حماس وتل أبيب، وسط آراء تفيد بعدم رغبة حماس بتفاوض ما لم تطّلع على ورقة تتضمن ما يتناسب مع طلباتها.

فيما أكد منسق الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض جون كيربي، أن الولايات المتحدة لا تؤيد وقفًا لإطلاق النار حاليًا في قطاع غزة، لكنها تدعم إقامة هدنة إنسانية.

وأشار كيربي إلى أن الموقف الأمريكي بشأن هذه المسألة لم يتغير، وقال خلال إحاطة إعلامية: "ما زلنا ندعم التوصل إلى هدن إضافية وزيادة إيصال المساعدات في غزة، لكن لا نؤيد وقف إطلاق نار".

وعلق وزير المالية الإسرائيلي، المتطرف بتسلئيل سموتريتش، على دعوات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن بقوله:  نحن نقدر كثيرًا دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، ولكن فيما يتعلق بوجودنا في بلدنا، سنتصرف دائمًا وفقًا للمصلحة الإسرائيلية.

وادعى الوزير المتطرف سموتريش بقوله: لذلك سنواصل القتال بكل قوتنا لتدمير حماس، مطالبًا المجتمع الدولي بمساعدة كيانهم الغاصب لإجبار سكان غزة على الهجرة إلى الخارج كما فعل مع اللاجئين من سوريا وأوكرانيا "على حد زعمه.